IMLebanon

خطورة الوضع أكبر من ان يعالجها زعيم بمفردِهِ

أكثر من اسبوع مرّ على وجود الرئيس سعد الحريري في بيروت، هي إقامة حققت ما يمكن ان تحققه على المستويات المعنوية في السياسة وفي الإقتصاد وفي الأمن وفي الديبلوماسية، ولكن ماذا بعدها؟

الرئيس الحريري حرّك السياسة وضخَّ روحاً معنوية لدى الناس، ولكن كيف يمكن ترجمة ما تحقق على المستوى المعنوي؟ وهل من رافعة حكومية تحقق هذا الهدف؟

الواقعية تفرض الحذر في التفاؤل، يُدرك الرئيس سعد الحريري ان بث روح التفاؤل ليس كل شيء، فالتفاؤل حالة معنوية أكثر منها عملية، وليس بها يحيا الإنسان، بل بأوضاع أكثر واقعية. هذا الوضع أظهر الرئيس الحريري انه واعٍ له أكثر من أي وقت مضى، وقد ترجم هذا الوعي من خلال ما أدلى به خلال نقاشاته مع كل من يلتقيهم سواء من السياسيين أو من الديبلوماسيين أو من الاقتصاديين، وفي هذا المجال كان كلامه الدقيق أمام الهيئات الاقتصادية حيث كان في غاية الوضوح والشفافية، فأجرى جولة افق عامة لم يخرج فيها عن واقعيته بل وضع الأمور في نصابها والنقاط على الحروف، فهو إعتبر ان الوضع السياسي في المنطقة يطغى على حياتنا الإقتصادية، وهناك أيضاً تحديات جديدة، ونحن حين كنا في الحكم، قدمنا حلولاً كثيرة ووضعنا خططا ودراسات لتسهيل حياة المواطن، ولكن مع الأسف هذه الأمور لم تطبق، وأهمها قانون الشراكة بين القطاعين الخاص والعام، وقمنا بورش عمل عديدة لتسهيل بيئة الأعمال في لبنان، ولكن هذا العمل يجب ان يستكمل.

***

في هذا الكلام يربط الرئيس الحريري، وبواقعية، بين الاقتصاد والسياسة، فلا سياسة سليمة من دون اقتصاد سليم، ولا سياسة سليمة من دون توافقات وتفاهمات، وهنا يعود الى الواقعية ليقول: ما نقوم به حالياً من تحركات واتصالات، والحوار بيننا وحزب الله هو لتوفير الحد الأدنى من مقومات الاستقرار الأمني والسياسي، من أجل انعاش الاقتصاد وتحسين مستوى عيش الناس، نحن نشعر بخطورة الوضع على الاقتصاد، ولهذا نعمل لكي تنجح الاتصالات لكي تعاود الحكومة اجتماعاتها لتحريك كثير من المطالب والملفات العالقة، والتي تهم المواطنين.

***

هكذا، ومن خلال هذا الكلام، يبدو ان الوضع اللبناني أكبر من الجميع من دون استثناء، انه وضع بلد وليس وضع زعيم. يدرك الزعيم الشاب سعد الحريري هذه الحقيقة ولهذا فإن الجهد يفترض ان يكون جماعياً وليس فردياً مؤسساتياً وليس شخصياً، فالمشاكل في البلاد كبيرة وهي تتنقل من قطاع الى قطاع ومن دون مهادنة أو رحمة، لذا يُفترض بالمسؤولين ان يخففوا من التعاطي مع الملفات وكأننا في بلد تسير أموره بشكل طبيعي.

***

إذا اعتمدنا هذه المقاربة نكون قد بدأنا رحلة الألف ميل في اتجاه معالجة الأمور وإلا فإننا سنبقى نراوح مكاننا من العجز والتعثر.