كل حديث عن جديد في الملف الرئاسي لا معنى له، ولا يعدو كونه تفصيلاً في مشهدية أنذر النواب المتوجهون إلى ساحة النجمة أمس، لحضور الجلسة الخامسة والثلاثين لانتخاب الرئيس، من أنها «تدفع بنا نحو الأسوأ». ورغم الضجيج الذي لفّ أول جلسة بعد ترشيح سمير جعجع للعماد ميشال عون، إلا أنها لم تحمِل أي جديد. انضمت إلى ركب زميلاتها من جلسات الانتخاب واختتمت بالتأجيل. توافر فيها النصاب الإعلامي بدلاً من النصاب القانوني، ولو أن أروقة المجلس لا تزال تجِد نواباً مقتنعين بجدوى ما يفعلونه. اعتاد هؤلاء حمل لواء «الدفاع عن المركز الأول في الدولة»، قبل أن يهمّوا بالدخول إلى قاعة الهيئة العامة، فور الانتهاء من الإدلاء بـ”فتات” كلام للصحافيين المتجمهرين والعارفين مسبقاً النتيجة، وبوجود اتفاق ضمني على إجهاض المحاولات المتكرّرة للانتخابات. هذا الفتات ما انفك الصحافيون ينتظرونه للخروج بخبر جديد، عدا عن بعض الهمسات أو المشاهدات العابرة التي لا يُبنى عليها. النائب فؤاد السنيورة يصافح مبتسماً زميله النائب جورج عدوان، من دون أن يعني ذلك أن تيار المستقبل عاد مرحّباً بحليفه القواتي، ولا أن المستقبليين قد غفروا لـ «الحكيم» خطأه. لاحقاً، تحيط مجموعة من النواب، غالبيتهم “مستقبليون”، بمرشّح النائب وليد جنبلاط الرئاسي النائب هنري الحلو.
يرفعون يده ممازحين مهللين له بأنه «صاحب الفخامة». يبادلهم الضحكات بخجل المتقّين من الاستهزاء. هذا المشهد يكاد يكون طبيعياً، في جلسة حضر فيها نواب المستقبل وغاب عنها مرشّحهم الرئاسي سليمان فرنجية. وحضر فيها أيضاً نواب القوات وتغيّب عنها مرشّحهم العماد ميشال عون.
تماماً كان كان متوقعاً، رُفعت الجلسة بعد نصف ساعة من موعدها المحدّد لعدم اكتمال النصاب مع دخول 58 نائباً فقط القاعة العامة، قبل تأجيلها إلى موعد 2 آذار المقبل. جلسة «باهتة وغير مؤثرة» على حدّ وصف النواب الذين خرجوا منها فارغين، إلا من بعض التصريحات «البايتة». فمثلاً، كشف الوزير بطرس حرب أنه «في صدد الإعداد لاقتراح قانون يعتبر النائب مستقيلاً في حال تغيبه عن 3 جلسات». لا يتنبه حرب إلى أن بعض المتغيبين الدائمين عن الجلسات هم من فريقه السياسي، وأبرزهم رئيس “تكتل لبنان أولاً” النائب سعد الحريري. ولحق بحرب النائب دوري شمعون الذي تمنّى أن «يكون باستطاعتنا التفكير بوضع دفتر شروط لرئيس الجمهورية، فليس من يخطر في باله أن يكون رئيساً للجمهورية يتقدم للمنصب». أما رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل، فقد أكد أن «الامتحان اليوم ليس للنواب، بل للرأي العام إذا كان على استعداد للمحاسبة أو لا، وأنه قد حان الوقت لأن نحتكم إلى الديموقراطية». فيما ختم عدوان “الحفل”، معتلياً المنبر للتأكيد أن «على حزب الله التفاهم مع النائب فرنجية لينسحب لمصلحة العماد عون، ومن ثم ضرورة تفاهم العماد عون مع مكونات 14 آذار، وخصوصاً المستقبل والكتائب للوصول إلى انتخابه رئيساً».