IMLebanon

جلسات البرلمان!

 

اليوم الثاني كان أفضل من اليوم الأول.

والجلسات النيابية تنعش البرلمان.

ولا تحيي النواب.

معظم الجلسات كانت خاوية.

والأستاذ يرئس الجلسات.

… ويعقب أحيانا على القفشات.

ولكن المجلس الخائب أمام قانون الايجارات كانت خيبته أشدّ، أمام حملات النواب على الحكومة.

والسادة النواب أمعنوا في مهاجمة الحكومة، ورأفوا في التنديد بالأخطاء.

غاب الارتجال عن الخطابات.

وكثر الهرج والمرج حينا، وقلّ الظرف أحيانا.

لكن، اعترف الجميع، بأنه لو عقدت جلسات عديدة، في البرلمان لكان السادة النواب ظرفاء.

ولو قال بعض النواب، ما قاله رئيس الكتائب في بعض زملائه.

ولكان كثيرون مثل ذاك الذي شنق نفسه، وظلّ يضحك، ويبحث سواه عن مبرر لغضب التيار من استياء التيار الآخر.

والبرتقالي نقيض الأزرق، لكنهما في النهاية حليفان داخل حكومة البرلمان.

والنقطة الثابتة هي معارضة شاملة للتمديد الثالث، وللمجلس في أسراره الانتخابية، مثل معارضة الجنرال لمن حظّه سيكون سعدا في النهاية.

والمجلس ظلّ نصف قرن يقاوم النظام الأكثري وأصبح بعده مع النظام النسبي.

إلاّ بدعة المرشح التفضيلي صارت من فضلات النظام الجديد.

ومع ذلك، أحبّ الناس الجلسات النيابية، قبل الظهر وبعده.

أولا: لأنهم يحبّون النقد السياسي.

ثانيا: لأن ٧١ نائبا أيّدوا فرض ضرائب على الناس.

ثالثا: لأنهم ليسوا من روّاد المرشح التفضيلي.

… ربما لأنه سيشعل المنافسات بين أعضاء القائمة الواحدة!

وربما أيضا لأنه يحصر الاختيار بين مرشحين من طينة واحدة.

كان روّاد التغيير السياسي يعارضون بعض المواقف، لكن الحوارات في الجلسات النيابية اختصرت المعارضين، وأضحوا في معظمهم معارضين، ولو من دون معارضة مكشوفة.

والحقيقة، ان الناس ضاقوا ذرعا بالضرائب، وأصبحوا جميعا يناوئون زيادة فلس واحد على صنف واحد.

لا أحد يريد ان يهضم فكرة مفادها ان المواطنين طفرانون والطفر مشكلة عند كل مواطن، ولو كان على شرب الكحول.

جلسات للحوار… نعم مقبولة.

لكن جلسات للنقار مرفوضة، لأن الشعب اللبناني شبع مهاترات على مواضيع باتت مرفوضة.

طبعا، جلسات المجلس، ممجوجة الأهداف، لكنها مطلوبة ليتعلم الناس ان الغلاء الفاحش يأكل الأخضر واليابس!!