لا صوت يعلو فوق صوت قرع الطبول البلدية التي تصدح بقوة في بيروت وتتردد أصداؤها في زحلة وبعلبك وذلك قبل أيام معدودة من انتخابات بلدية واختيارية تعد الابرز منذ سنوات وتقع في دائرة الضؤ والملاحقة المحلية والخارجية. فالساحة اللبنانية لن تشهد خلال الساعات المقبلة سوى ضجيج الحملات الانتخابية السياسية بالدرجة الاولى قبل ان تكون انمائية انطلاقاً من الاصطفافات المستجدة خصوصا في العاصمة في ضؤ الائتلاف او التعاون كما تسميه أوساط نيابية في تيار «المستقبل» والذي تكرس في الساعات الاخيرة بين تياري المستقبل والوطني الحر في الترشيحات البلدية. وتقول هذه الاوساط ان هذا التعاون «غير المباشر» يعود الى طبيعة القانون الذي تجري على اساسه الانتخابات البلدية، والذي يجعل من الاكثرية في بيروت محورا اساسيا في تحديد اتجاهات الترشيح كما مستوى الدعم على صعيد الناخبين الفعليين في بيروت.
وقالت الاوساط ان الانتخابات البلدية قد فرضت جدول اعمال خاص بها على كل القوى السياسية المعنية، ودفعت نحو حلقة من التجاذب تزامنت مع مفاوضات شاقة بين كل المكونات البيروتية ومن كل الطوائف، وذلك قبل الوصول الى استكمال حلقة اللائحة التي ضمت الجميع والتي ربما تكون نموذجا مصغرا عما ستكون عليه الترشيحات في الاستحقاق الانتخابي النيابي المقبل بصرف النظر عن طبيعة القانون الذي قد يتم اقراره و القانون المعمول به حاليا».
وفي الوقت الذي تستعد فيه القوى السياسية الداعمة لهذه اللائحة والتي يجلس فيها مرشحو «التيار الوطني» و«المستقبل» على طاولة عمل واحدة ، لاحظت الاوساط النيابية ان الائتلاف السياسي الذي تحقق في بيروت يعكس القدرة على التسوية بين الخصوم ويؤكد متانة التحالفات بين الحلفاء القدامى ولو باعدتهم المبادرات الرئاسية في المرحلة الراهنة.وتحدثت عن تعبئة سياسية وحزبية شاملة انطلقت في الساعات الماضية وذلك بعد تفاهم بين القوى السياسية كافة على قطع الطريق امام احتمالات حصول اي خرق من قبل منافسين في لوائح اخرى.وحرصت الاوساط نفسها على التأكيد على أهمية ما تحقق من توافق بين القوى السياسية كافة معتبرة انه من الضروري توظيف خطوة التقارب «الحريري – العوني» في الاستحقاق البلدي في أية استحقاقات او ملفات سياسية اخرى. واعتبرت انه كما ان مجلس الوزراء يعمل تحت سقف المصلحة الوطنية، فان خوض الانتخابات البلدية سيتم يوم الاحد المقبل تحت العنوان نفسه كون المناصفة يتكرر الحديث عنها في اي مقاربة انتخابية انطلاقا من الانتخابات البلدية والاختيارية.
واذ رفضت الاوساط النيابية وصف الاستحقاق البلدي بالاختبار السياسي في العاصمة، أوضحت ان الانماء الجامع هو العنوان الاساسي في المقاربة التي يقوم بها تيار «المستقبل» للانتخابات سواء في بيروت او في اي منطقة أخرى مثل زحلة او البقاع الغربي. ولفتت الى ان العنصر السياسي حاضر بقوة لدعم الاتجاهات الانمائية كون التوافق السياسي الذي قاد الى الائتلاف، من الممكن ان يشكل رافعة للمعنيين بالشأن البلدي لأن يحققوا انجازات نوعية ومتقدمة في المستقبل.