IMLebanon

التسوية تستكمل تحت الطاولة

لم تنتهِ بعد الإتصالات والمشاورات حول تسوية انتخاب رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، إذ عُلم أن حراكاً إقليمياً ودولياً انطلق باتجاه المراجع المسيحية لحضّهم على انتخاب الزعيم الشمالي، مع تمسّك كل من «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحرّ» بموقفهما الرافض للدخول في هذه التسوية، في حين أن الجهات التي سوّقت للتسوية الرئاسية، وتحديداً الرئيس سعد الحريري ورئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط ملتزمان بالصمت. وعُلم في هذا السياق، أنه ولدى زيارة قيادات تيار «المستقبل» إلى باريس والرياض، تمنى الحريري عليهم عدم التطرّق في أي إشارة إلى التسوية الرئاسية المطروحة، أو مهاجمة هذا الطرف المسيحي أو ذاك، كي لا يقال أن تسويق الرئيس الماروني جاء من زعيم أكبر كتلة نيابية سنّية، والأمر عينه انسحب على جنبلاط الذي بدوره قال لنوابه «لا تتعاطوا إطلاقاً بالإستحقاق الرئاسي لا من قريب ولا من بعيد».

وتزامناً مع هذا المناخ، شكّلت زيارة الوزير أكرم شهيّب إلى بنشعي إشارة واضحة إلى التقارب الحاصل بين تيار «المردة» و«الحزب التقدمي الإشتراكي» ، بحيث أنه وبحسب المطّلعين على الزيارة، كانت هذه الزيارة أكثر من ودّية، وقد حظي الوزير الإشتراكي بترحيب حار، وقد أبلغ وزير الزراعة فرنجية أن جنبلاط إلى جانبه وهو لن يحيد عن هذا الخيار قيد أنملة، ما يعني أن الموضوع الرئاسي بات محصوراً في الساحة المسيحية.

وفي هذا الإطار، عُلم من مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت، أن الدول الأوروبية دون استثناء، ومن خلال كلام نقل عن مصدر فرنسي، أن هذه الدول داعمة لوصول فرنجية، لكن الأمر اللافت تمثّل بما صرّحت به مصادر في وزارة الخارجية الإيرانية بما معناه أنها لا تتدخّل في الإستحقاق الرئاسي باعتباره شأناً لبنانياً، في الوقت الذي قرأت هذه المصادر الديبلوماسية في هذا البيان، وفي توقيته الراهن، أنه محاولة لعدم إحراج «حزب الله» في الإستحقاق الرئاسي، وذلك في ضوء وجود مرشّحين من فريق الثامن من آذار، وهما من أبرز حلفاء كل من دمشق وطهران وتحديداً «حزب الله»، معتبرة أن إيران تبدو محرجة جراء هذا الإجماع العربي والإقليمي والدولي المؤيّد لوصول رئيس تيار «المردة» إلى قصر بعبدا، وسط تلميحات من قبل بعض الجهات المعارضة للسياسة الإيرانية، بأنها تعطّل الإستحقاق وإلا ضغطت على حلفائها للإسراع في انتخاب رئيس الجمهورية العتيد، ولا سيما في هذه المرحلة البالغة الدقّة، بعدما بات مرشّحاً مقبولاً وهو ينتمي إلى الخط السياسي نفسه، فجاء هذا البيان لإراحة الحلفاء، ولتجاوز هذه المرحلة بانتظار متغيّرات في المنطقة، خصوصاً على الصعيد الميداني في سوريا بعد توسّع العمليات العسكرية الروسية.

واكدت المصادر الديبلوماسية الغربية في الوقت الذي يشير فيه أحد المسؤولين اللبنانيين إلى أن طهران، وبعد الدخول الروسي من الباب السوري وإمساكه بقوة بالورقة السورية سياسياً وعسكرياً، فإن الدور الإيراني تقلّص في دمشق، ولهذه الغاية، فإن طهران تحاول أن يكون لها دور أساسي من خلال مناورتها بالورقة اللبنانية، وخصوصاً في الإنتخابات الرئاسية، لتكون لاعباً إلى جانب الأفرقاء الآخرين ممن يقومون بهذا الدور، وبالتالي، حتى الآن يتبيّن بوضوح أن غموضاً يحيط بموقف «حزب الله»، بانتظار بلورة الموقف الإيراني ليبني حلفاؤها في لبنان على الشيء مقتضاه بالنسبة للإستحقاق الرئاسي.