IMLebanon

التسوية المعيبة؟!!

ما حدث أمس الأول، داخل مجلس الوزراء من تهجّم غير مسبوق في تاريخ الجمهورية، من قبل وزيري التيار الوطني الحر باسيل وصعب على رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، كان معيباً بقدر ما كان معيباً الشعارات والهتافات التي اطلقها المتظاهرون ضد رئيس الحكومة وتيار «المستقبل» كونه يمثل الطائفة السنية، لكن المعيب هو التسوية التي سعى إليها البعض والتي أظهرت العماد عون بأنه انتصر في الجولة الأولى التي يخوضها مع رئيس الحكومة وحقق ما كان يريد تحقيقه داخل مجلس الوزراء وهو عدم تمكين مجلس الوزراء من بحث أي موضوع أو بند قبل الاتفاق على آلية عمله، على حدّ التعابير التي استخدمها الوزير باسيل أمام مجموعة المتظاهرين التي لم تتجاوز العشرات وفق تقديرات المراقبين والصحافيين الذين رافقوا هذه المهزلة.

وبدلاً من ان تنتهي اسطورة العماد عون الذي احاط بها نفسه من خلال التهديد بإستخدام الشارع المسيحي إذا مست مصالحه، أتت التسوية التي سعى إليها البعض وقبل بها رئيس الحكومة رغم تعرضه من الوزيرين باسيل وصعب لأبشع حملة تناولته شخصياً وتناولت مقام مجلس الوزراء الذي يخص الطائفة السنية، وأدّت هذه التسوية حتى لا نقول الصفقة مع العماد عون إلى تعويمه بعدما سقط سقوطها مدوياً في استخدام الشارع لابتزاز الحكومة وانكشف امام اللبنانيين، كل اللبنانيين مسيحيين قبل المسلمين بأنه لا يستطيع ان يستخدم الشارع المسيحي الذي سبق وقلنا انه ليس في وارد الانصياع لأوامر رئيس التيار الوطني وليس في وارد النزول إلى الشارع حتى لا يتزعزع الأمن لا سيما في هذه المرحلة المفصلية التي يمر بها لبنان والمنطقة عشية التوقيع على الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى الست وبينها الولايات المتحدة الأميركية.

ان التسوية التي تمت والتي جعلت الوزير باسيل يعوض الخسارة التي مني بها هو ورئيسه وتياره داخل مجلس الوزراء وفي الشارع ما كان يجب ان تحصل مهما كانت الأسباب التي دفعت البعض إلى اللجوء، بل كان على مجلس الوزراء المضي في درس جدول أعمال الجلسة سواء بقي وزيرا التيار الوطني الحر داخل الجلسة أو خرجا منها خصوصاً وانهما كانا يعرفان ان التيار فشل في استخدام الشارع فشلاً ذريعاً رغم الحقن الطائفي الذي استخدمه رئيس التيار على مدى الأسابيع الثلاثة أو الأربعة الماضية بل كان يتوجّب على الجهات المختصة ان تحرك النيابات العامة لملاحقة الذين اعتدوا على الجيش الذي جاء ليحافظ على أمن المتظاهرين ويمنع التعديات على المؤسسات العامة، وأصيب سبعة منهم بجروح مختلفة بعضها كان بليغاً، وتدع العماد عون يتلهى بدلاً من الحكومة، بالخسارة الفادحة التي مُني بها في محاولته استخدام الشارع المسيحي تحت شعارات التحريض على رئيس الحكومة وتيار «المستقبل» وبكلام أوضح تحت شعار التحريض على الطائفة السنية على خلفية تجمع الأقليات، والتي جعلته الأضعف على الساحة المسيحية من أي زعيم آخر في هذه الطائفة وعلى مستوى الوطن كلّه.