“الهدنة في خطر يا دولة الرئيس… ماكرون غاضب”
أقفل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الخطّ مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وسارع إلى الاتصال برئيس مجلس النواب نبيه برّي: “الهدنة في خطر يا دولة الرئيس، ماكرون غاضب، ويطالب بإرسال الجيش اللبناني إلى الجنوب فوراً، ولقد أبلغته بأن الإمكانيات اللوجستية تُعيق نشر الجيش بسرعة قياسية لكنّه أصرّ!”.
هذا ما حدث أمس وما سُرّب من الاتصال الطويل بين ميقاتي وبرّي بعد اتصال ماكرون بكلّ منهما… أوساط برّي تتخوّف من: “جنون إسرائيل”! وأروقة السراي تدقّ النفير! تواصل برّي مع “حزب الله” فقيل له: “نحن لن نردّ إلا إذا اغتالت إسرائيل أي شخصية جديدة من الحزب”. لكنّ هذه النظرية سقطت مع إطلاق “الحزب” صواريخه ضد إسرائيل، ردّاً على خرقها الهدنة، فردّت إسرائيل بتصعيد خطير. لكن لماذا الهدنة في خطر؟ ومن مصلحة من ضربها؟ لماذا لم تلتزم إسرائيل ولماذا ردّ “حزب الله” ومن دون أن تغتال أحداً من صفوفه كما أبلغ “الحزب” برّي؟
أوساط متابعة لملف التسوية تضع الطابة في ملعب الحكومة اللبنانية وتعتبر أن عدم نشر الجيش في الجنوب وعدم سحب سلاح “حزب الله” وعدم تنفيذ بنود الهدنة، أوصل إسرائيل إلى التدخل مباشرة وقد يؤدي إلى ما لا تُحمد عقباه. هذه الأوساط نفسها أوضحت أن إسرائيل كانت واضحة على لسان رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو بأن عدم تنفيذ القرارات سيؤدي إلى تدخل إسرائيل من جديد لتنفيذ القرارات تحت النار، وهو على ما يبدو ما لم يأخذه “الحزب” على محمل الجدّ، فحاول ويحاول أن يتّبع مسار تسوية الـ 2006 وهذا الأمر، بحسب الأوسط أيضاً، لن يحصل. وفي سؤالنا عن دور الجيش اللبناني وقدرته على تنفيذ المقررات، قالت الأوساط: “إن الجيش اللبناني لا يريد أن يدخل في حرب داخلية مع “حزب الله” وهو تبلّغ بأن أي محاولة لتطبيق القرارات بالقوّة سيُقابل بالقوّة”.
على صعيد آخر، تؤكد أوساط عين التينة أن إسرائيل تحاول إظهار “الحزب” بصورة المنهزم وهو ما لم تستطع أن تفعله بالحرب التي استمرت أكثر من 60 يوماً، في وقت تريد إظهاره باتفاق لم يمضِ على توقيعه عشرة أيام! وأوضحت المصادر إياها أن “الجيش اللبناني سينفّذ ما تمّ الاتفاق عليه ولكن ليس بالصورة والطريقة التي تريدها إسرائيل، فالتهديد لن يوصل إلا إلى التصعيد والحل يكون باحترام الهدنة من قبل إسرائيل التي تصرّ على خرقها كل يوم”.
هذا في الميدان أما في السياسة، فالداخل الإسرائيلي مستعد لضرب الهدنة وهو غير راضٍ أصلاً عن وقف الحرب، والداخل اللبناني منقسم بين من ينتظر انتخاب رئيس للجمهورية ومن يوصل الليل بالنهار لينسج حكايا عن النصر المبين. واللبنانيون خائفون من حزب لم يتعلّم ودولة لم تنتفض وشعب لم يثُر وعدوّ لم ولن يتوانى عن ضربه وقتله كلما سنحت الفرصة بذلك… وكم تبدو الفرص السانحة كثيرة!