IMLebanon

التسوية تنتظر «فيينا».. وأجوبة سعودية

هل يترجم الحريري انفتاحه.. بالعودة إلى بيروت؟

لم تأت مبادرة الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله بالدعوة الى تسوية سياسية شاملة، من فراغ، إنما جاءت نتيجة مسار من الصعوبات التي جعلت إمكانية الاستمرار في السياق نفسه دونه مخاطر كثيرة.

صحيح أن مبادرة نصر الله استثمرت لحظة وطنية حول إدانة تفجيري برج البراجنة، لكنها في الأساس خضعت لاعتبارين هامين:

الأول، أنها لاقت مواقف الإدانة التي صدرت عن الرئيس سعد الحريري وحلفائه، والتي لم تربط هذه المرة التفجيرات بتدخل «حزب الله» في سوريا.

الثاني، أن نصر الله الذي قدم مثل تلك المبادرة مراراً وتكراراً، أضاف إليها هذه المرة تحديد هوية التسوية تحت سقف اتفاق الطائف، وهو الالتزام الذي وجده الحريري معبراً مناسباً للنفاذ إلى ملاقاة نصر الله تحت مظلته.

الأهم، أن نصر الله قدم مبادرته في توقيت مناسب وطنياً، وفي ظل الانتصارات الميدانية التي يحققها الحزب في سوريا. إضافة إلى الوضع السياسي الجيد بالنسبة الى الحزب في المنطقة.

يرى أحد القيادات السياسية أن نصر الله بادر إلى طرح التسوية بعدما لمس أن الأفق مقفل داخلياً في مختلف الملفات، ولا بد من كسر الحلقة المغلقة.

تلقف الحريري المبادرة، بينما تتحدث بعض المعطيات عن أن الحريري كان عرض على «حزب الله» تسوية شبيهة منذ اشهر، ولكنها لم تكن ناضجة ولم تقدَّم في الإطار الصحيح او في التوقيت المناسب. مبادرة الحريري كانت تعني في حينه «نحن وإياكم نتفق على رئيس الجمهورية. اسحبوا مرشحكم العماد ميشال عون بداية ولنبحث في الأمور الأخرى. الآن الطرح هو الذهاب الى تسوية بلا شروط مسبقة ووفق الاعتراف بمبدأ الشراكة».

وعندما طرح السيد نصر الله التسوية الشاملة تمّت ملاقاته حول هذه الفكرة، خصوصاً أن مقرّبين من الحريري كانوا سرّبوا منذ نحو اسبوعين إشارات إلى انه سيعود الى لبنان.

ولأن الحريري لا يستطيع العودة من دون معطيات جديدة تؤمن له مبررات العودة، فقد جاءت مسارعته إلى ملاقاة نصر الله في هذا السياق منه مباشرة، وكذلك من قيادات تيار «المستقبل» ومن حلفائه في قوى «14 آذار».

لكن، بعد فتح الخطوط بين الضاحية وبيت الوسط، اين الترجمة؟

يعتقد قيادي في قوى «8 آذار» أن الكرة اليوم في ملعب الرئيس الحريري، فالسيد نصر الله قدم المبادرة، وعلى الحريري الإجابة عليها، فالأحداث في المنطقة تتحرك بسرعة قياسية، وتشكيل موقف دولي ضد الإرهاب سيعزز فرص التسوية في سوريا ومن شأنه ان يعزز فرص التسوية في لبنان وبجهد لبناني داخلي، خصوصاً أن الرهان على مداخلات خارجية قد سقط، أقلّه في المدى المنظور بعد أن تأجلت زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى فرنسا.

ويشير الى ان العالم اليوم منشغل بمحاربة الإرهاب، وبالتالي فإن الفرصة مؤاتية لصياغة تسوية داخلية. ويبدو أن الفرصة قد أصبحت متوفرة اليوم بعد مبادرة نصر الله.

ويرى القيادي في «8 آذار» أن الرئيس الحريري قدم حتى اليوم نصف جواب من خلال الترحيب بالمبادرة وأنه مع التسوية على أن تبدأ برئاسة الجمهورية. لكن هذا النصف «حمّال أوجه»، لأنه عند الذهاب الى التسوية ستتم مناقشة كل شيء، ربما يكون المنطلق إنجاز قانون الانتخابات النيابية ثم إجراء هذه الانتخابات، وربما تكون البداية من انتخاب رئيس للجمهورية فتشكيل حكومة انتخابات ومن ثم إجراء الانتخابات ومن ثم حكومة جديدة.

من هنا، يمكن القول إن الأمور تتوقف على الإجابة على السؤالين التاليين:

ـ هل التطور الإقليمي في فيينا سوف يؤثر سلباً أم إيجاباً على الوضع في لبنان؟

ـ ما هو الموقف الحقيقي للسعودية؟

ربما تأتي إجابة من الحريري قريباً بعد أن يكون قد استكمل مشاوراته واتصالاته. وربما ستكمن الإجابة في جلسة الحوار الثنائي بين «حزب الله» و»تيار المستقبل»، التي جرى تأجيلها الى الثلاثاء المقبل.