المدير العام السابق لوزارة الإعلام محمد عبيد قال في مقابلة تلفزيونية: يجب انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية لأنّه أقوى زعيم مسيحي، و«حزب الله» معه، والحزب يمثل المسلمين.
مع احترامنا وتقديرنا لصاحب هذا الكلام نستغرب صدوره عنه، ونحب أن نضع النقط على الحروف في هذا الموضوع.
1- ميشال عون لا يمثل كلّ المسيحيين، نتفق معه أنّ الرجل يمثل، ولكن هناك أيضاً مسيحيون كثر يمثلون: سمير جعجع و«الكتائب» والشخصيات المستقلة، هؤلاء وسواهم لهم أوزانهم الشعبية لدى الطيف المسيحي اللبناني.
2- «حزب الله» يمثل شريحة كبيرة لدى الطائفة الشيعية، ولكنه لا يمثلهم جميعاً، هناك حركة «أمل»، وهناك العائلات الشيعية المستقلة التي، وإن كانت صامتة نظراً للظروف المعلومة إلاّ أنّها تمثل في الشارع الشيعي من دون أدنى شك.
3- هناك أهل السُنّة وزعيمهم الرئيس سعد الحريري هو يمثل فعلاً زعامة شبه مطلقة تتجاوز الـ80 في المئة من الشارع السنّي.
فكيف يقول شخص عاقل إنّ ميشال عون هو وحده الذي يمثل؟
ثم انّ الاستاذ عبيد يعرف أنّ رئيس الجمهورية لا يأتي إلاّ بالتسوية، وتاريخ لبنان الذي يعرفه أيضاً يشهد على أنّه ولا مرّة وصل الرئيس إلاّ نتيجة التسوية.
ولو كان البعض حريصاً على إجراء هذا الاستحقاق لكان بمقدوره التوصّل الى تسوية… ولكن الحقيقة أنّ «حزب الله» لا يريد رئيساً للجمهورية لأنّه يؤثر بقاء الوضع كما هو لكي لا يحاسبه أحد، ويعرف أنّ ميشال عون مصاب بمرض إسمه رئاسة الجمهورية، وتاريخه يشهد عليه بذلك كما حصل يوم كُلف رئاسة الحكومة الانتقالية في آخر يوم من عهد أمين الجميّل، ومهمتها تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، ففعل كل شيء، إلاّ الهدف من تكليفه، ومن أسف أنّ تاريخه في تشكيل الحكومات كان تعطيلياً حتى تتحقق مصلحته، كما نتذكر أنّه في حكومة الرئيس ميقاتي حصل على عشرة وزراء، وتلك ظاهرة غير مسبوقة في تشكيل الحكومات في لبنان.
وإذا كان السيّد عبيد حريصاً على لبنان، فليطالب «حزب الله» بالذهاب الى تسوية تنتج رئيساً توافقياً، ولا لزوم لهذا الكلام الفارغ: من يمثل ومن لا يمثل… فهذا الكلام لا يوصل الى نتيجة ولا يبني وطناً.
ونحن مع التسوية، ولسنا وحدنا… فحتى إيران أذعنت الى اتفاق تسوية مع «الشيطان الاكبر» ولو بعد عشر سنوات من المفاوضات.
عوني الكعكي