IMLebanon

التسوية من على متن «شارل ديغول»

الجميع يحبس انفاسه ترقبا لما ستتمخض عنه الاتصالات السياسية الدائرة على غير صعيد ومستوى محليا وخارجيا، ولا سيما تلك التي يجريها الرئيس سعد الحريري، حيث بلغت الذروة على خط باريس – الرياض – بيروت، وساهمت الى حد بعيد في تهدئة البعض بينما هي مستمرة مع القوات اللبنانية من اجل دفعها الى السير في التسوية وانتخاب النائب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية كي لا يقع البلد في المحظور ويحصل ما لا يحمد عقباه امام الحروب المستعرة في المنطقة والتي لها ارتداداتها وانعكاساتها على الداخل اللبناني.

وفي هذا الوقت تتابع عواصم القرار مسار التسوية اول باول لا سيما باريس، وتحديدا بعد اتصال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالنائب سليمان فرنجية، وهنا تكشف مصادر سياسة موثوقة للمرة الاولى ان هذا الاتصال ونظرا لاهميته حصل من على متن البارجة الفرنسية «شارل ديغول»، تاليا ان الادارة الاميركية متابعة لما يجري في لبنان، بشكل حثيث ويومي عبر القائم بالاعمال ريتشارد جونز، وهناك اجواء عن قرار اميركي بدعم التسوية وصولا الى المملكة العربية السعودية التي اكدت انها الى جانب كل ما يؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية ويساهم في توافق اللبنانيين وخصوصا المسيحيين وكل الاطراف اللبنانية في اجواء الدعم السعودي، ولكن ولدى كل استحقاق تحصل مناورات سياسية من اطراف لتحقيق المكاسب.

وهنا يقول زعيم سياسي في مجالسه صدقوني ان النائب فرنجية ماروني حتى العظم وهذا يدركه القاصي والداني ولكن الشروط والعراقيل تصب في اطار محاولات المحاصصة الوزارية والادارية، وهذا ما نملكه من معلومات، وما نحفظه عن ظهر قلب، ولكن تضييع الوقت خطير جدا في هكذا ظروف تجتازها المنطقة وارتداداتها على الساحة المحلية كبيرة والكلام للزعيم المذكور الذي يبدي تخوفه من امكانية قيام اجهزة مخابراتية متعددة الاطراف اقليميا ودوليا بعمل امني كبير، وهنا تنسف التسوية ونعود الى المربع الاول، وعندئذ لا احد بامكانه «التطلع» الينا او يسعى لانتخاب رئيس جديد للجمهورية امام هذا الكم الهائل من الازمات في المنطقة.

وفي سياق متصل يرى الزعيم عينه ان القلق ايضا يتبدى في سياق تلهي عواصم غربية كثيرة في استحقاقاتها الداخلية كما يجري في باريس ولاحقا في الولايات المتحدة الاميركية وبالتالي لا بد من قراءة نتائج الانتخابات التشريعية الاخيرة في فرنسا، والتي اكتسحها اليمين، الى ما جرى في فنزويلا عبر اكتساح المعارضة الفنزويلية للانتخابات، وبمعنى آخر كل ذلك يعيد رسم خارطة جديدة لسياسات الدول الكبرى في بعض الامكنة العربية والاقليمية، وذلك يسمى بالوقت الضائع والذي من شأنه ان يحجب الانظار عن مسار التطورات اللبنانية وخصوصا الانتخابات الرئاسية التي قد تصبح في خبر كان امام موجة التحولات في المنطقة ودول اخرى.

ويلفت الزعيم نفسه الى ان التسوية لا زالت قائمة وحية ترزق ولن تسقط، فهناك خلافات وتباينات داخل الفريق الواحد ان على صعيد 14 او 8 آذار، ولكن المجتمع الدولي لا زال حتى الساعة متمسكا بدعم الحل الذي يأتي بالنائب سليمان فرنجية الى قصر بعبدا، وهذا ما ستتوضح معالمه في اي توقيت، وهنا لا بد من التذكير الى ما اشار اليه النائب فرنجية نفسه منذ اشهر، عندما قال ردا على سؤال ان رئيس الجمهورية سينتخب في لحظة اقليمية ودولية مؤاتية.