IMLebanon

تسوية أو هزيمة؟

تستعيد طبول الحرب الباردة ضجيجها بقوة، حيث تتبادل روسيا والولايات المتحدة الأميركية الرسائل العسكرية والأمنية في موازاة الرسائل السياسية والديبلوماسية. هناك حرب إلكترونية متسارعة تدور بين القوتين العُظمَيَين جنباً الى جنب مع استعراض للقدرات العسكرية الحديثة.

القوات الروسية انتقلت الى المرحلة الثانية من حربها ضد كل المسلحين في سوريا، وبدأت استعمال أسلحتها الإستراتيجية غير النووية، بعدما أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قادة وزارة الدفاع الروسية أن ما قاموا به خلال الفترة الماضية لم يكن كافياً.

وما إن أعلنت البحرية الروسية أنها تعتزم إجراء مناورات في البحر الأبيض المتوسط، حتى سارع البنتاغون الى إطلاق صاروخَي «ترايدنت 2» الإستراتيجيين بالقرب من شواطىء ولاية كاليفورنيا، كرسالة تحذير مزدوجة لكل من روسيا والصين، في ظل إستعراض القوة العسكرية في مياه بحر الصين الجنوبي.

أما على صعيد تبادُل الرسائل الديبلوماسية، فإن بوتين وقبل زيارته طهران أمس، أبدى استعداده لفتح بازار مع الولايات التحدة وحلفائها يقوم على الآتي:

1 – إستئناف أعمال مجلس روسيا – الناتو. غير أن قيادة حلف شمال الأطلسي لم تردّ على الطلب الروسي الرسمي.

2- وقف توسيع قواعد الناتو في أوروبا.

3- إبطال العقوبات المفروضة على روسيا، أو عدم تجديدها عند انتهاء مدّتها في كانون الثاني المقبل. ولم تحصل على ردّ بعد، على رغم الإنفتاح الكبير للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على موسكو بعد الهجمات الإرهابية ضد باريس.

4 – إستعداد موسكو للتعاون في تسوية قضية أوكرانيا.

5 – التعاون المخابراتي والعسكري لمحاربة الإرهاب وخصوصاً «داعش».

6 – الإستعداد لإيجاد تسوية للنزاع السوري تقوم على تقاسُم السلطة بين النظام والمعارضة.

في المقابل هناك أجواء متناقضة في واشنطن:

الأول يُعبّر عنه السيناتور ليندسي غراهام، وهو أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيبيع سوريا الى روسيا وإيران خلال اجتماعات جنيف المقبلة.

الثاني: إن الولايات المتحدة ستتعاون سياسياً مع روسيا لإيجاد حل للنزاع في سوريا، لكنها لن تقبل بالمقايضة بين الرئيس بشار الأسد وإلغاء العقوبات عن روسيا في المقابل.

الثالث: إن القيادة العسكرية الأميركية لن تتراجع أمام أي تحدٍّ روسي، بل إنها بدأت تجهيز قوات كردية وعربية من المعارضة لشن هجوم كبير على «داعش» في شمال سوريا وعزل الرقة التي تعتبر أهم معقل لها.

وفي لبنان، ثمة بلبلة مردّها أن البعض يهرول الى الهزيمة بلا أدنى منطق حسابي تحت عنوان التسوية.