IMLebanon

سبعة أشهر فاصلة وجازمة لبنانياً وإقليمياً ودولياً

 

على صعيد وطننا لبنان ومع إعلان فخامة رئيس الجمهورية عن البدء بالحفر والتنقيب عن الغاز والنفط والمحافظة على سيادتنا وبحرنا وحدودنا ووعود بحماية هذه الثروة التي أعطانا إياها الله سبحانه وتعالى.

 

نجد أننا في لبنان على موعد مع استحقاقات مالية في آذار ونيسان وحزيران وخيارات حكومية بهيكلة الدين العام وبمواجهة غير مباشرة بين الحكومة وفريق سياسي كبير، وهذا ما يجب أن تبتعد عنه الحكومة خصوصاً أنها تعتبر نفسها غير معنية بالوضع السياسي وهي كانت قد صرحت عن ذلك حينما قالت إنها حاضرة من أجل الشعب وهي لن تعمل بالسياسة ولن تكون فريقاً مع أحد ضد الآخرين. ولذلك تفاجأ الشعب بهجوم الحكومة على بعض الفرقاء والرد عليه وكأننا أصبحنا أمام حكومة تريد أن تعمل بالسياسة عكس ما صرحت به، علماً أن رئيسها ووزراءها قد وقعوا على وثيقة بأنهم لن يترشحوا الى الانتخابات النيابية القادمة في حال حصلت في موعدها أو في وقت قريب.

 

هذا الوضع المتأزم مع الوعود الكثيرة التي تطلقها الحكومة يجعل البعض من أبناء الشعب يتأمل بأمور لن تتحقق، لأننا أمام استحقاقات صعبة جداً، خصوصاً بعدما رأينا بأم العين كيف يتعامل صندوق النقد الدولي معنا، وكيف يشترط علينا أموراً تعجيزية. لذلك إذا بدأنا بالرد والرد المضاد سنجد أنفسنا لا سمح الله أمام انهيار البلد وأمام عزلة خارجية، وتحريض داخلي وتلاعب بالوضعين المالي والنقدي لإسقاط البلد كطريق لإسقاط الحكومة وسنصبح أمام نفق مظلم وسيقع الهيكل على الجميع.

 

علماً أنه من المعروف أنه في حال مرور الوطن بأزمة أمنية أو اقتصادية أو تهديد خارجي أو داخلي يجب أن تتضافر كل الجهود وتتوحد في سبيل انقاذ البلد، وهذا ما يجب أن تفعله كل القوى السياسية والاقتصادية والحزبية والشعبية. كما يجب أن تتوقف هذه القوى عن تفضيل مصالحها الشخصية الضيقة على المصالح الوطنية بعدما بدأت الناس تستنزف في الشارع ولا تجد من يستجيب لها. ولذلك على الثوار والحكومة والنواب والقوى كافة التوقف عن المشاحنات السلبية، والبدء بمد الأيادي لبعضهم البعض والا نحنا سنغرق في كارثة كبيرة لم يشهد لبنان لها مثيلاً من قبل.

 

فهل من المعقول أن الفرنسيين يحاولون أن يساعدوننا، ونحن نجد بعض الأشخاص والقوى في بلدنا ومن باب الأنانية، تحرض وتخطط لضرب كل مساعدة للإنقاذ.

 

وهل من المعقول أن البعض يرغب برؤية وطنه ينهار ويتمتع برؤيته يسقط من أجل تحقيق بعض المكاسب الضيقة والتشبث بالمراكز لفترة طويلة من الزمن. علماً بأنه إذا وقع الانهيار سيدفع المواطن الفقير الثمن أكثر مما يدفعه الآن.

 

فالمواطن حتى الآن لم ير أي شخص من سارقي الأموال المنهوبة يخضع للمحاكمة أمام القضاء بل بالعكس يرى وكأن الأمر قد طوي وأن المسؤولين لا يزالون يمارسون السياسة الماضية من نهب ومساومات وصفقات وكأن الامر لا يعنيهم.

 

لا بل يصرحون بأنهم على الصعيد الاجرائي وضعوا هيكلية الدين العام عنواناً لمعالجة الاستحقاقات المالية، وتخفيض الفوائد على الديون والودائع وبدأوا بورشة الكهرباء كعناوين للأيام المئة التي حددها الحراك الشعبي.

 

لننتظر ونرى وإلاّ على الحكومة الرحيل. وهنا لا نعرف الى أين سنصل في هذه الحالة وهل ستجرى انتخابات نيابية مبكرة أم لا؟ وأين سيكون وضع لبنان اقليمياً، هل سيظل في وضعه هذا تحت الضغط الاقتصادي والأمني وغيرها من الضغوطات. أما على الصعيد الدولي فسنرى ترامب يحاول بكل جهوده تعزيز وامتلاك أوراق تفاوضية كبيرة لصالح اسرائيل وتحقيق صفقة القرن من أجل فوزه في الانتخابات الأمريكية الآتية خلال أشهر معدودة. وسنرى ترامب يمارس المزيد من الضغوط على إيران وبعض دول المنطقة من أجل تحقيق مكاسب له في هذه الانتخابات. وفي المنطقة سنجد مواجهة بين إيران والصين وروسيا وبين الولايات المتحدة الأمريكية، وسنرى مواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين بشكل أكبر، وسيجعل الفلسطينيون كيان الاحتلال أقل امناً مما يضعف ترامب ونتنياهو في الانتخابات القادمة، وسيحاول الاسرائيليون بدعم من ترامب ضم بعض الأراضي الفلسطينية وامتلاكها، وسنشهد مزيداً من المواجهة مع غزة وستتوسع دائرة النزاعات الى الضفة وسواها.