لم تعرف البشرية عبر تاريخها وحشية كوحشية «داعش» اذ نجح هذا التنظيم الارهابي في جمع كل وسائل التعذيب والتنكيل والقتل التي ارتكبها الغزاة عبر التاريخ من الامبراطورية الرومانية القديمة مرورا بغزوات المغول والتتار والعثمانيين وصولا الى غوانتنامو فاذا كان الغزاة قد استباحوا ممالك اعدائهم عبر التاريخ واخضعوا البشر الا ان الهمج احترموا الحضارات التي سقطت في ايديهم فاذا كانوا قد مارسوا كل انواع الانتهاكات ضد الانسانية الا انهم احترموا بطريقة او بأخرى تراث الشعوب التي اخذت بالسيف وتفاعلوا مع المغلوب وتأثروا به الى حدود تحول فيه الغالب الى مغلوب بفعل الاحتكاك وهذا لب كتاب «المقدمة» للفيلسوف العربي ابن خلدون في كتابه «المقدمة» والذي يُعتبر اهم اركان علم الاجتماع ولعل اللافت ان معاصري الفيلسوف العربي الذي عاش في «عصر الانحطاط» اخذوا عليه تعامله مع التتار ابان غزوهم للعراق واحراق مكتبة بغداد الشهيرة وتقربه من السلطان التتري فرد على مؤاخذيه «ان التاريخ سينسى التتار لكنه سيسجل اسمه وكتابه المقدمة» على قاعدة ان التتار يتكررون كل بضعة عقود.
ولعل اللافت ان ممارسات «داعش» يتحكم فيها دماغ شيطاني جهنمي لا يشبهه سوى دماغ تنظيم «الاخوان المسلمين» الحزب الذي استولد كافة التنظيمات الارهابية من «القاعدة» وصولا الى فروعها من «داعش» «و«القاعدة» التي تتقن فن التقية في الانتقال من دمشق الى قطر ومراوغتها لإيران في باطنية لم يسبق لها مثيل ما يدل وفق اوساط متابعة للحركات الارهابية ان الدماغ الشيطاني الذي يحرك التكفيريين صنع في اروقة المخابرات البريطانية والاميركية «والموساد» الاسرائيلي وان المدعو ابراهيم بن عواد الفرشي البغدادي «الدولة الاسلامية» المزعوم ليس سوى رجل يهودي يدعى شيمون بن ايلوت صنع في تل ابيب واخضع لدورات ثلاث : دورة في القتال واخرى في الفقه الاسلامي واللاهوت المسيحي وانه وفق المعلومات زرعه «الموساد» في سجن ابو غريب العراقي وعرف عنه وفق المخابرات انه قدم خدمات جنسية لبعض الجنود الاميركيين اثناء اعتقاله المزعوم في السجن العراقي اما ابرز الاهداف التي رسمت له ترمي كل ما له علاقة بالحضارة الكلدانية – الاشورية ثأرا للسبي البابلي الذي حصل ايام اجتياح نبوخذ نصر لفلسطين وهدمه هيكل سليمان في اورشليم وهذا ما فعله «داعش» في متحف نينوى حيث تم تدمير مئات من التماثيل التي تعود الى الاف السنين قبل المسيح.
وتشير الاوساط الى ايصال حزب «الاخوان المسلمين» الى الحكم في مصر وانتخاب محمد مرسي السجين الفار من سجن النطرون رئيسا لمصر كان بدعم من اللوبي الصهيوني وكان المخطط من خلال تمكينه من الحكم الثأر لليهود حيث تعالت اصوات سلفية مصرية ابان حكمه بلاد النيل بوجوب تدمير الاهرامات وتمثال ابي الهول على قاعدة انها تحتوي انصابا للفراعنة وهذا كفر فلو كان هذا التوصيف ينطبق على ذلك فلماذا لم يدمر الخلفاء الراشدون وهم من صحابة الرسول حضارة بلاد الرافدين وبلاد النيل وابقوا على الموروثات الحضارية لها وكيف يبرّر «داعش» ومشتقاته نسف مراقد الائمة والاولياء والمساجد في العراق وسوريا وما الذي يجتذب الاجانب الى صفوف هذا التنظيم؟
الاوساط نفسها تقول ان العقل الشيطاني الذي يقف وراء «داعش» يرسم له وجهته بالتفاصيل المملة فبالاضافة الى تزويده بالسلاح ومصادر التحويل فإن السلاح الاخطر الذي يسلحه به هو الجنس الاسلوب المعروف لدى «الموساد» والذي من خلاله استطاع الجهاز المذكور اختراق الكثير من المواقع الامنية والسياسية عبر الفتيات اللواتي جندهن في صفوفه ونجح في الايقاع بمعظم اعدائه من خلالهن والمعروف ان «داعش» الذي افتى «بنكاح الجهاد» احسن اللعب على اوتار الاف من الشباب المكبوتين في المجتمعات واستقطابهم على الطريقة الموسادية وربما هذا ما يفسّر اعتناق طوني ايلي الوراق الاسلام الداعشي وكذلك شارلي ج الذي غادر الى تركيا اثر تواصله مع فتاة تركية عبر «الفايسبوك» والذي لا يزال مصيره مجهولا بعدما التحق «بداعش».