IMLebanon

اهتزاز الحكومة… هل يوصل عون الى بعبدا والحريري الى السرايا؟

لم تكد تنحسر ضوضاء الانفجار الذي استهدف «بنك لبنان والمهجر» حتى دوى انفجار اخر تمثل باستقالة وزيري الكتائب سجعان قزي والان حكيم من الحكومة على خلفية تحولها الى «بركة هريان» وفق توصيف رئىس «حزب الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل لها على امل احداث «صدمة ايجابية» تعيد المعنيين الى المربع الاول وهو انجاز الاستحقاق الرئاسي، كون الشغور في الموقع الاول في الدولة هو منطلق لكافة الازمات التي تعصف بالساحة المحلية من الشلل الحكومي مرورا بالمجلس النيابي العاطل عن العمل قسريا وصولا الى قانون العقوبات الاميركي الذي يشكل قمة الخطورة في المرحلة الراهنة في ظل الحرب الناعمة التي تشنها الادارة الاميركية على «حزب الله» لاسباب معروفة ويأتي في طليعتها الضغط عليه للانسحاب من سوريا وفق الاوساط المواكبة للمجريات اضافة الى ارضاء العدو الاسرائىلي.

وفي ظل توالي الصدمات على «حكومة المصلحة الوطنية» يلتزم الرئىس تمام سلام ذهب الصمت وهو الذي يعلن ضمن حلقته الضيقة ان بقاءه على رأس الحكومة وعدم تقديمه الاستقالة التي هدّد بها اكثر من مرة سوى حرصه على مصير البلد وعدم دخوله النفق الاسود ومنعا للانهيار الكبير في مرحلة يقوم فيها المبضع الغربي بتقطيع اوصال المنطقة لإعادة تشكيلها على الطريقة الاميركية لا سيما ان وزيرة الخارجية الاميركية في عهد الرئىس جورج بوش الابن تعمدت اطلاق مخطط «الفوضى الخلاقة» وفق التوصيف الاميركي من السراي الكبير حيث يقيم سلام ايام حكومة الرئيس فؤاد السنيورة.

وتضيف الاوساط انه بعد استقالة الوزير اشرف ريفي ومن ثم قزي وحكيم باتت الحكومة مستقيلة مع وقف التنفيذ، ما يدفع الضاربون في الرمل السياسي الى توقع احياء البحث في انجاز الاستحقاق الرئاسي وفق المبادرة التي حملتها بكركي في وثيقتها التي سلمها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي للرئىس الفرنسي فرنسوا هولاند ابان زيارته للبنان وتضمنت طلب انتخاب العماد ميشال عون لسنتين كمرحلة انتقالية ونفتها بكركي، ضمن سلة كاملة تشمل رئاسة الحكومة وقانون الانتخاب لا سيما ان وضع الرئىس سعد الحريري على الصعيدين المالي والسياسي ليس بأحسن حالاته وربما هو الاحوج للعودة الى السراي الكبير لاستعادة الهالة بعدما تعب من سياسة ترئيس الوكيل والخضات التي ضربت «تيار المستقبل» وتمثلت بشق عصا الطاعة عليه، حيث شكلت الانتخابات البلدية في طرابلس رسالة قاسية للحريري مفادها ان تياره سائر نحو الزوال اذا لم يستدرك الامر ولو متأخرا.

وتشير الاوساط الى انه اذا تعثر السير بالاستحقاق الرئاسي فإن البلد متوجه حكما الى المؤتمر التأسيسي لا سيما ان اللجان النيابية عجزت عن التوصل الى انجاز القانون الانتخابي وقذفت الكرة باتجاه طاولة الحوار وما يؤكد ذلك غياب لبنان عن «الاجندة» الدولية، ناهيك بالعقوبات الاميركية القاسية في مسألة اخراج «حزب الله» من الدورة المصرفية في توقيت يحمل الكثير من الريبة ويزيد من التصدع بين مكونات البلد الطائفية وسط الحرائق السورية، اضافة الى ربط الاوضاع اللبنانية على صعيد الاستحقاقات بمسار المعارك في سوريا، حيث الامور جميعها ترتبط بنتائج معركة حلب التي القت فيها دول التحالف وروسيا بثقلها لمكافحة الارهاب لحجز حصتها من المكاسب بعد انتهاء الحروب السورية، المرشحة لان تكون «حرب المئة عام».

وتقول الاوساط انه في ظل اللوحة السوداوية يتصرف المعنيون وكأن البلد ينتمي الى القارة الاوروبية في وقت يهدد «داعش» ومشتقاته بحزّ الاعناق عبر خلاياه القائمة. فهل يلجأ الاقطاب الى التقاط فرصة عدم الاكتراث الدولي بالمجريات اللبنانية لانجاز الاستحقاق الرئاسي واخراج البلد من عنق الزجاجة ام ان لا حياة لمن تنادي