Site icon IMLebanon

عيب يا أشرف ريفي  

 

لن أدخل في تفاصيل الثمن الذي قبضته الـ mtv  ليستضيف برنامج بموضوعية الوزير السابق أشرف ريفي، أو حتى من يموّله، فكلّهم في لبنان لهم مموّلين، ولن أدخل في تفاصيل انتظار جرح آل كرامي من جريمة لم يرتكبها أصلاً الدكتور سمير جعجع وباعتراف الكلّ قبل أشرف ريفي ـ ومن دون جميلتو ـ أنّ الملفّات مفبركة، ولكن ما لا يمكننا إلا أن نتوقّف عنده هو هذا التحريض الذي بلغ حدّاً غير مسبوق على وزير الداخليّة نهاد المشنوق، والذي بات مفهوماً أنّ مبرّره الوحيد هو الحقد والحسد، بات مفهوماً أنّ الرّجل لا يستطيع تحمل فكرة أنّه لم يصبح وزير داخلية وكان وزير عدل، وأنّ دوافعه الحقيقيّة هي حقد شخصي على رجلٍ كان يتصدّر مجلس الرئيس رفيق الحريري بصفته مستشاره فيما ريفي كان واقفاً عند بوابة قصر قريطم في نوبات الحراسة.

مؤسفٌ هو الحال الذي بلغه اللواء المتقاعد، مؤسف ومضحك عندما يقول: «يحقّ لي أن أسأل إذا كان المشنوق رجلاً فهو يملك معطيات أكثر منّي عن اغتيال الشهيد وسام الحسن ولم يكشف عن الجهة التي اغتالته لأنه يريد إرضاء حزب الله»، لا.. لا يحقّ لك أبداً أن تسأل، بل علينا نحن أن نسألك، إن كنت رجلاً إكشف هذه المعلومات «حاج تَعَنْتِر» من دماء غيرك وعلى حساب الشهداء، نحن نسألك عن «وسطية» الرئيس نجيب ميقاتي حليف بشار الأسد وشريكه والأداة التي استخدمها حزب الله واختطف بها رئاسة الحكومة ثلاث سنوات، كيف يا رجل تتقبّل «وسطيّة» حليف حزب الله وتثور على «وسطية» سعد الحريري ونهاد المشنوق؟! كيف تتهمهم بالتنازل لحفاظهم على وسطيّة حقيقيّة وتدّعي وسطيّة مزيفة لنجيب ميقاتي؟! ما أعجبك!

ونحن نسألك مثلما سألك كثيرون أمس عبر مواقع التواصل الإجتماعي، في 23 تشرين الأول وقع صديقك «الوسطي» الرئيس نجيب ميقاتي مرسوم احالة جريمة اغتيال اللواء وسام الحسن على المجلس العدلي ثمّ اقترح وزير العدل شكيب قرطباوي القاضي نبيل وهبي محققا عدلياً بقضية اغتيال اللواء الحسن… ذهبت حكومة ميقاتي وجاءت حكومة تمّام سلام وصدرت تشكيلتها يوم السبت 15 شباط 2014 وكنت فيها وزيراً للعدل، لماذا لم تعلن معلومات التحقيق في جريمة اغتيال اللواء الحسن، وفي 21 شباط 2016 أعلنت استقالتك الحكومة احتجاجاً على عدم مناقشة إحالة ملف ميشال سماحة إلى المجلس العدلي ـ ولكنّها للمفارقة كانت بيع موقفٍ للمملكة العربيّة السعوديّة إذ جاءت تزامنا مع أصداء إعلان السعودية عن تجميد هبة تسليح الجيش اللبناني والمراجعة الشاملة للعلاقات مع لبنان ـ كان معك يا حضرة وزير العدل السابق عامين ولم تجرؤ أن تعلن من قتل اللواء وسام الحسن، مع أنّك كنت صباحاً ومساءً تهاجم حزب الله ودويلته وتدّعي أنّك تواجهها، ومع هذا لم تفضح حزب الله وتكشف المعلومات التي تعرفها طوال هاتين السنتين اللتين كنت فيهما وزيراً للعدل؟!

قتلك الحسد يا حضرة اللواء  وفتك بك حتى صار حقداً مشهوراً، ألم تقرأ قصة الوزير الذي حسد البدوي في مجلس الخليفة المعتصم، «لله دَرُّ الحسد ما أعدله/ بدأ بصاحبه فقتله» ألم تكتفِ من التسريبات والأخبار الملفقة والمزاعم الباهتة التي تكيد بها لنهاد المشنوق، ألم تقرأ قول الله تعالى في مرضى القلوب بالحسد {إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [آل عمران/ 120]، ألم يبلغك حديث نبيّنا صلوات الله عليه أنّه قال: «إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، أو قال العشب» [سنن أبي دؤاد]… ألم تسمع إلى قول الشّاعر وإذا أراد الله نشر فضيلة/ طويت أتاح لها لسان حسود/ لولا اشتعال النّار في جزل الغضا/ ما كان يعرف طيب نفح العود».

مؤسف ومضحك ومبكٍ حال اللواء المتقاعد أشرف ريفي، وحزينة لأنني كنتُ أكنّ له احتراماً وتقديراً، وكم صدمني أنني كنت على خطأ، وأنّ الاعتراف بالخطأ ما زال فضيلة.