كثيرة هي التعليقات التي وردتني عن مقال السبت الماضي «عذراً.. عبد المنعم يوسف»! كما حفلت وسائل التواصل الاجتماعي بآلاف الرسائل والملاحظات، التي عبّر أصحابها عن غضبهم لما تعرّض له المدير العام السابق لأوجيرو، مؤكدين وقوفهم معه انتصاراً للحق والعدالة، واستنكاراً لسياسة الكيدية والانتقام!
ونظراً لضيق المجال، أكتفي بنشر الروايتين التاليتين لما تتضمنان من إيحاءات وإشارات ذكية عن تردي واقعنا الحالي.
{{ يُروى أن جنوداً دخلوا قرية، واغتصبوا كل نسائها، إلا واحدة من النساء، قاومت الجندي وقتلته وقطعت رأسه! وبعدما عاد الجنود إلى ثكناتهم، خرجت كل النساء من بيوتهن، يلملمن ملابسهن الممزقة، ويبكين ما لحق بهن، إلا هي!.. خرجت من بيتها، وجاءت حاملة رأس الجندي بين يديها، تمشي بعزة نفس ومرفوعة الرأس، وتحتقر بنظراتها الأخريات، قائلة: هل كنتم تظنون أتركه يغتصبني من دون أن أقتله أو يقتلني.
فنظرت نساء القرية لبعضهن البعض، وقررن قتلها، حتى لا تتعالى عليهن بشرفها، ولكي لا يُحرجن أمام أزواجهن، عندما يُسألون: لماذا لم تقاومن مثلها؟ وكان أن هجمن عليها على حين غفلة وقتلوها: قتلوا الشرف ليحيا العار!!
وهذا حال الفاسدين في مجتمعنا اليوم، يعزلون ويحاربون ويقتلون كل شريف كي لا يكون شاهداً على فسادهم! (انتهت الرواية الأولى).
{{ قال ابن خلدون في المقدمة الشهيرة: أكل العرب الإبل فأخذوا منها الغيرة والغلظة! وأكل الأتراك الخيول فأخذوا منها الشراسة والقوة! وأكل الإفرنج الخنزير فأخذوا منه الدياثة! وأكل الزنوج القرود فأخذوا منها حب الطرب!
وقال ابن القيم – رحمه الله – كل من ألِفَ ضرباً من ضروب الحيوانات، اكتسب من طبعه وخلقه، فإن تغذى بلحمه كان الشبه أقوى!!
ويتابع صاحب الرواية: نحن في زماننا هذا أكثرنا من أكل الدجاج، أكلناه فأكثرنا البقبقة والصياح، وأخذنا من الدجاج المذلة وطأطأة الرأس، وعدم التحليق في أعالي السماء، والثرثرة والصياح فقط !
وما أكثر الدجاج في زماننا وأرخصه!!