IMLebanon

عملية مجمع شارونا :  اسرائيل في حالة إنكار !

يسقط كل يوم مئات من الرجال والشيوخ والشبان والنساء والأطفال في ساحات الحروب والنزاعات في المنطقة العربية، دون أن يثير عطف ومؤاساة – أو حتى اهتمام! – ما يسمى الرأي العام العالمي! وترتكب اسرائيل الفظائع والمجازر ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، فلا يرف جفن للمسؤولين الكبار في العالم وبخاصة في الغرب! وتحتل العصابات اليهودية المدن والأرياف الفلسطينية بالارهاب والقتل الجماعي والتهجير، فتلقى الدعم والتأييد والحماية من الأسياد من هنا وهناك على ضفتي الأطلسي! أما اذا سقط صاروخ محلي الصنع بحجم مقبض مقشة المطبخ في مكان ما يسمى أرض اسرائيل، أو قتل مستوطن اسرائيلي جاء من أقاصي الأرض على يد فلسطيني شاب يتعرض على مدار الساعة الى الإذلال الاسرائيلي، وفقد بيته وقريته، ولائحة طويلة من أهله حتى الجد الأكبر، فإن الفجور الصهيوني في العالم يدب الصوت، وتزلزل الأرض زلزالها، وكأن الشعب اليهودي على وشك الإبادة!

***

عملية مجمع شارونا بالقرب من مقر قيادة الجيش ووزارة الدفاع الاسرائيلية في قلب تل أبيب تظهر الحقيقة التي تواجهها اسرائيل بالإنكار ولا تريد تصديقها، وهي أنه لن يأتي يوم في أي زمن آتٍ مهما طال، لن تواجه فيه اسرائيل أجيالاً من الفلسطينيين لا يحملون سلاحاً من الحجر والسكين الى البندقية والصاروخ، للدفاع عن وجودهم وحريتهم ضد الاحتلال والإذلال والتصفية! واليهود الصهاينة يحاولون منذ أكثر من سبعين عاماً إخضاع الشعب الفلسطيني بالقوة المفرطة والمجازر وهدم القرى والمدن والقتل الجماعي، دون أن تنجح في ذلك. ومثل هذه العملية تظهر مرة جديدة لما يسمى ب الرأي العام العالمي، مدى اجرام العقل الحاكم الصهيوني بإنزال عقوبات جماعية ضد أبرياء ليس لهم أية صلة بعملية مجمع شارونا، فتلغي ٨٣ ألف اذن زيارة لفلسطينيين يريدون رؤية أهلهم في فلسطين، وتعزل قرية بكاملها بكل سكانها عن محيطها وعن العالم بحجة انتماء الشابين اللذين قاما بالعملية اليها، وتهدم منزلي عائلتيهما وتشردهما، ويتدفق عسكرها على الضفة الغربية للتنكيل بكل ما تطاله أيديهم من الفلسطينيين، وتعتقل العشرات يومياً من الشبان فالسجون قبل العملية وبعدها، الى درجة أن الشعب الفلسطيني تحول الى ثلاثة شعوب: شعب داخل السجون الاسرائيلية، وشعب محاصَر وراء الجدران العازلة في الضفة وفي غزة، وشعب مشتت في المخيمات في أرجاء الكوكب!

***

ليس من الغريب أن عملية محمع شارونا حصلت، بل الغريب أنها تأخرت حتى الآن! وعندما تعم ثورة الرصاص الفلسطيني الأراضي المحتلة تكون فلسطين على طريق التحرير…

——–

وقع خطأ في مقال أمس، والصواب: على رأس المنظمة فلسطيني، اسرائيلي الهوية والهوى، وليس الهواية.