Site icon IMLebanon

“غضب سني” من أميركا ألغى زيارة شيا الى دار الفتوى أوساط دينيّة: عدم حماسة دريان ألغت”قمّة إسلاميّة” تضامناً مع غزة! 

 

 

 

هي ليست المرة الاولى التي تلغي فيها السفيرة الاميركية الحالية في لبنان دوروثي شيا زيارتها الى مكان او شخصية لبنانية، ففي 16 كانون الاول من العام 2020 الغت شيا زيارة كانت مقررة إلى ​بلدية صيدا​ للقاء رئيسها ​محمد السعودي. وجاء الالغاء بعد تظاهرة نظمتها مجموعات من “التنظيم الشعبي الناصري” و”الحزب الديموقراطي” والحزب “الشيوعي” و”الشباب القومي العربي” ومجموعات يسارية، احتجاجاً على تدخل شيا في الشؤون اللبنانية وسياسات اميركا تجاه القضية الفلسطينية.

 

وامس ايضاً، اعاد التاريخ نفسه في بيروت هذه المرة، عندما الغت شيا زيارة كانت مقررة صباح امس الى دار الفتوى ولقائها بمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، بعد تظاهرة نظمها عدد من الناشطين في بيروت.

 

وتكشف اوساط بيروتية سنية ناشطة ومشاركة في الوقفة امام دار الفتوى، ان الوقفة الاحتجاجية حصلت بعدما تداعى ناشطون لبنانيون وفلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي امس الاول، لنصرة غزة والتضامن معها ورفض زيارة السفيرة الاميركية المساهِمة الاكبر في دعم وتغطية مجازر الصهاينة بحق اطفال غزة ولبنان.

 

وتشير الاوساط الى انه لم تتبن اي جهة سياسية او حزب او تجمع هذا الاحتجاج، واتى كرد فعل شبابي بيروتي وسني واسلامي، على ما تقوم به شيا في لبنان وغزة وكل المنطقة.

 

في المقابل، تكشف اوساط دينية ان الاحتجاج يعبر اولا عن “غضب سني” من اميركا وواشنطن، وثانياً ضد المجازر الصهيونية ، وعدم مجاراة السلطة السياسية في لبنان والحكومة وممثلي الطائفة السنية السياسيين والدينيين نبض الشارع السني. فتعاملهم الخجول مع احداث غزة وضعهم في خانة “الاتهام” بمجاراة الدول العربية ، لا سيما الخليج العربي والسعودية ومصر في التعاطي مع احداث غزة.

 

وتشير الاوساط الى ان الاحتجاج الشعبي والشبابي، قد يفسر ايضاً على انه رسالة “احتجاج وامتعاض” على اداء دار الفتوى عموماً، وقيادات الطائفة السنية خصوصاً، في التعاطي مع ملف غزة.

 

من جهة ثانية، تكشف الاوساط نفسها انه كان هناك في الايام الماضية توجه ديني واسلامي  لعقد قمة روحية اسلامية: سنية وشيعية ودرزية في بيروت، ولكن “عدم حماسة” دريان وتأجيله “الرد الحاسم” اكثر من مرة،  قد دفع بالمنظمين الى العدول عن فكرة “القمة الاسلامية الجامعة”، ليستعاض عنها بلقاءات تضامنية اخرى!

 

في المقابل، تؤكد اوساط مقربة من دار الفتوى ان المفتي دريان الى جانب القضية الفلسطينية، وقام بكل ما يلزم من اجراءات للتضامن مع غزة واطفالها ومع اطفال الجنوب، وهو تفهم ما جرى من احتجاج امس الى درجة ان لم يكن هناك اي مانع من احتجاج المتظاهرين ،ولم يكن هناك لا قوى امنية ولا حرس ولا اي اجراء امني لقمع التظاهرة، فالدار مفتوحة لكل اللبنانيين والمسلمين.

 

وعن زيارة السفيرة الاميركية، تشير الاوساط الى ان دار الفتوى صرح ديني ووطني ومؤسسة رسمية لا يمكنها رفض استقبال اي سفير، والسفيرة الاميركية طلبت اللقاء وحدد لها الموعد وهي من طلبت تأجيله الى وقت لاحق وانتهى الامر عند هذا الحد.

 

وكان دريان شدد في تصريح  على” ضرورة إيقاف الدعم الأميركي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والطلب من الإدارة الأميركية الضغط على الكيان الصهيوني بوقف عدوانه على غزة والشعب الفلسطيني وفرض وقف لإطلاق النار وإقامة هدنة  إنسانية وتمرير المساعدات الإغاثية لأهالي غزة المنكوبين والعمل على إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف بعد وضع حد نهائي للاحتلال الصهيوني”.

 

واكد “أن لا حل لمشاكل المنطقة إلا بإنصاف الشعب الفلسطيني المظلوم  والعدالة لا تتحقق إلا بإقامة الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة وعاصمتها القدس بمساجدها وكنائسها لتبقى فلسطين ارض السلام والعيش الواحد في المنطقة”.

 

وحذر دريان من “استمرار العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان وخرق وانتهاك سيادته”، مبدياً خشيته من “توسع الإجرام والإرهاب الصهيوني على لبنان وشعبه الذي يقف صفا واحدا ضد ما يحصل في أرضه من إجرام متوحش وهمجي وقتل للأطفال والنساء الأمنين”، ونبه من” خطورة إنزلاق المنطقة نحو حروب إقليمية تهدد مصالح الجميع إقليميا ودوليا”.