IMLebanon

عملية شبعا الثلاثية: كمين و«كورنيت».. وقذائف هاون

المسرح بدأ يجهز منذ لحظة عملية القنيطرة قبل عشرة أيام. حددت قيادة المقاومة التوقيت والهدف والمكان ودرست الاحتمالات. الهدف موكب قيادي إسرائيلي تابع لأحد ألوية «النخبة». أما اختيار المكان داخل مزارع شبعا المحتلة المتداخلة مع منطقة الجولان، فيشير الى تخطيط مدروس ومسبق ومتقن للتداعيات بما فيها احتمالات الرد الإسرائيلية ومدى تأثيرها على الوضع اللبناني والاقليمي برمته.

وضعت قيادة المقاومة في حساباتها العسكرية حالة الاستنفار القصوى التي يعيشها الاحتلال منذ عدوان القنيطرة. لجأت الى تكتيك التمويه لتوجيه الأنظار عن الهدف والمكان المحددين.

المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت» رون بن يشاي، تبنى هذه النظرية بقوله إن «حزب الله» أطلق عدداً من الصواريخ من سوريا، أمس الأول، ليلفت الانتباه الإسرائيلي إلى تلك المنطقة في حين كان يخطط للهجوم من حدود لبنان.

طوال الأيام العشرة الماضية التي تلت غارة القنيطرة، كانت مجموعات الرصد التابعة للمقاومة، ترفع تقاريرها على مدار الساعة الى القيادة عن الهدف المنشود (أي الموكب القيادي الإسرائيلي). بعد اكتمال التحضيرات اللوجستية، اخترقت مجموعة من الوحدة المضادة للدروع في المقاومة جميع الإجراءات الأمنية في منطقة مزارع شبعا التي تضم مواقع عسكرية تحتوي على أحدث أجهزة الرصد والمراقبة والتحسس في العالم، وكمنت في منطقة قريبة تطل على مكان العملية بالقرب من جبل دوف.

لدى وصول الموكب ــ الهدف الى النقطة المحددة قرب السياج الفاصل على طريق مزرعة بسطرة المحتلة، أطلق عناصر المقاومة 6 صواريخ مضادة للدروع على الموكب، أصاب بعضها سيارتين عسكريتين مصفحتين من طراز «هامر»، ما أدى الى تدميرهما واحتراقهما وسقوط من كان بداخلهما بين قتيل وجريح. بعدها عمد عناصر وحدة الإسناد الناري التابعة للمقاومة، الى قصف مكان العملية بعدد كبير من قذائف الهاون الثقيلة. ولاحقاً اعترف الجيش الإسرائيلي بسقوط قتيلين بينهم قائد سرية «جفعاتي» وجندي آخر، إضافة الى 7 سبعة جرحى.

وسائل إعلام العدو التي أشارت الى استخدام «حزب الله» صواريخ «كورنيت» الروسية المتطورة في هجوم شبعا، كانت أشارت الى القلق الشديد الذي ينتاب جيش الاحتلال من امتلاك المقاومة صاروخ «كورنيت» EM من الجيل الرابع، نظراً لقوته التدميرية الهائلة، وهو الصاروخ الذي ذاع صيته في حرب تموز 2006.

ويتميز هذا الصاروخ المعدَّل بدقة أكبر لناحية إصابة الهدف ويعطي حماية لمطلقه حيث لا يمكن تحديد مكانه. كما انه مزود بنظام توجيه وتعيين يعمل أوتوماتيكيا عبر توجيه حزمه من الليزر على الهدف المراد أستهدافه ومن ثم ركوب الصاروخ لهذه الحزمة عن طريق المنارة الخلفية في الصاروخ لتتبع الحزمة حتى يصطدم الصاروخ بالهدف، ما يعني أن الهدف لن يكون في حالة تنبه بخصوص استهدافه حتى لو كان مجهزاً بمنظومات تحذير ليزرية.

أما الميزة الأهم لهذه المنظومة، فتتمثل بإطلاق صاروخين منفصلين في اللحظة ذاتها على الهدف، الأمر الذي يقلل من إمكان اعتراضه بشكل كبير، إضافة الى السرعة العالية للصاروخ التي تتجاوز سرعة الصوت. كما يتمتع بقدرة اختراق عالية جداً تتراوح ما بين 1100 ـــ 1300 ملم في الدروع المتجانسة.

أما مدى الصاروخ، فيبلغ من 150 الى 8000 متر للنوع المضاد للدروع برأسه الحربي الترادفي، ومن 150 الى 1000 متر للنوع المضاد للمباني والدشم والخنادق الذي يحمل رأساً حربياً بمتفجرات الوقود الجوي.

عملية شبعا تمت على ثلاث مراحل، وكان يمكن للمرحلتين الثانية والثالثة أن تكونا مكلفتين أكثر للاسرائيلي.