كان النائب نديم الجميل القليل الكلام في العادة، أبلغ من برر معارضة مرسوم التجنيس وقالها بصراحة ان الاستفسار عنه، هدفه معرفة توازن الاسماء المجنسة بين المسيحيين والمسلمين بالاضافة الى أسباب أخرى عرضها النائب الجميل.
والملاحظ ان النائب نديم الجميل ابن مؤسس القوات اللبنانية الراحل الشيخ بشير الجميل تحرك بحثاً عن هذا المرسوم باسم حزب الكتائب وليس باسم القوات اللبنانية، وهو ايضاح مفيد لهذا اللغط بين الكتائب والقوات.
إذاً، الجميل ركز على التوازن بين المسلمين والمسيحيين، ربما لأنه نائب عن الاشرفية ونجل بشير الجميل وهو يحمل تراثاً حزبياً مسيحياً، إذ ان الكتائب وتحديداً آل الجميل نشأوا على فكرة الوطن المسيحي وعلى محاولات تأسيس كانتون مسيحي يواجه الفلسطينيين واليسار من جاء اتفاق الطائف ليدفن الى غير رجعة هذه الافكار والمحاولات، فالطائف الغى عملياً أهمية التعداد السكاني الطائفي عندما كرس نصف مقاعد المجلس النيابي للمسيحيين والنصف الآخر للمسلمين.
للأسف، هذه المبررات، خصوصاً عندما يكون المرسوم »مذيلاً« وموقعاً باسم رئيس البلاد العماد ميشال عون الحريص على العدل والمساواة بين جميع اللبنانيين.
من الممكن فهم قلق المسيحيين من التوازن في منطقة أغلبيتها مسلمون، ويمكن أكثر من ذلك فهم تزايد قلق المسيحيين بعد الجرائم التي حصلت ضدهم في سوريا والعراق ومصر إذ غذى المتطرفون المتوحشون الاتجاه التكفيري والذي لم يسلم أحد منه.
بأي حال، لقد راعى مرسوم التجنيس التنوع الموجود في البلد، ولم يؤثر على عدد المسلمين او المسيحيين فعرد الأسماء لا يحدث فارقاً هاماً والمرسوم بالاضافة الى أنه حق من صلاحيات رئيس الجمهورية المحصورة والمحددة بشكل ضيق في الدستور. والمفارقة ان أشد معارض المرسوم هم الاكثر مطالبة بتعديل الطائف لجهة اعادة بعض صلاحيات رئيس الجمهورية.
وببساطة، ممكن مراجعة القضاء والباب مفتوح أمامهم.