فعلاً، الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لـ»حزب الله» عنده «عقدة المعلم» فمثلما يتحدّث «المعلم» يجب على التلاميذ أن يرددوا وراءه بالتعابير ذاتها وبالمنهج ذاته ما يقوله معلمهم.
فإذا قال المعلم إنّ المملكة العربية السعودية تخرّب لبنان فيقول الشيخ نعيم إنّ المملكة تخرّب لبنان.
ومن ناحية ثانية وبالرغم من أنّ السيّد حسن نصرالله قال إنّه لم يقصد في كلامه أنّ السعودية اتفقت مع إسرائيل ها هو الشيخ نعيم يتهم المملكة بأنها متفقة مع إسرائيل أي أنّ إسرائيل تدّعي أنّ «حزب الله» إرهابي والمملكة تقول إنّ «حزب الله» إرهابي، ما هذه المصادفة يا شيخ نعيم فعلاً إنك ذكي وشديد الملاحظة وليتنا نعرف كيف اكتشفت ذلك؟
فهل استعنت بصديق أم أنك تتمتع بذكاء فطري؟!.
وأضاف الشيخ نعيم قائلاً إنّ رصيد المقاومة في العالم كبير ولا يهمّه ما تقوله المملكة العربية السعودية… وهنا أوافقه الرأي، ولكن هذا الكلام أصبح من التاريخ، هذا الكلام كان بين العام 2000 والعام 2006 وللتذكير فانّ صوَر السيّد نصرالله رُفعت في الازهر، أما اليوم وبعد تدخل «حزب الله» في سوريا والعراق والبحرين والكويت ونيجيريا وبلغاريا(…) فأين أصبحت صوَر السيّد يا شيخ نعيم؟
رصيد المقاومة لم يعد موجوداً لأنه منذ عام 2006 وإلى يومنا هذا لم تعد المقاومة مقاومة، أصبحت مقاومة غب الطلب أي يأمرهم القائد قاسم سليماني (قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني): اذهبوا الى سوريا لحماية كرسي بشار الاسد فيذهبون والمصيبة أنه لغاية اليوم أصبح عدد عناصر الحزب الذين قتلوا في سوريا نحو 2000 والخلاصة الأكيدة أنه سيأتي يوم وهو قريب: يوم الحساب.
ثم ينتقد موقف المملكة في اليمن وهنا لا بد من أن نسأل: متى، ولماذا تدخلت المملكة العربية السعودية في اليمن؟
تدخلت المملكة بعدما تدخلت إيران بكل قوتها عسكرياً ومالياً وأرسلت «حزب الله» اللبناني ودرّبت الحوثيين واستولت على العاصمة صنعاء، طبعاً… علينا أن لا ننسى الدور الأساسي الذي لعبه الشاويش علي عبدالله صالح نكاية بوطنه لأنه أبعد عن الرئاسة فقال لن أترك الحكم لأحد وسوف أدمّر اليمن على رؤوس الجميع إن لم أعد الى السلطة.
وهكذا، وبحكم سيطرته على قسم كبير من الجيش اليمني استطاع أن يقلب النظام واستولى على العاصمة صنعاء وانتقل بعدها الى عدن.
هنا، وبعدما شعرت المملكة بخطورة الموقف، وبعدما قال آية الله خامنئي إننا نسيطر على أربع عواصم دول عربية هي: اليمن وسوريا والعراق ولبنان، هنا بالذات، وبعدما طفح الكيل، لم يكن أمام المملكة العربية السعودية وبالرغم من أنّ سياستها تاريخياً تنبذ الحروب وتلجأ الى الديبلوماسية ولكن رأت أنّ الحل الوحيد أن توقف هذا المشروع… وهكذا اتخذ القرار التاريخي الذي بدأ بإسقاط مشروع ولاية الفقيه، وكما حدث في اليمن بعد استعادة عدن البارحة وغداً صنعاء… وهكذا بعد سقوط المشروع الإيراني في اليمن ها هو يتساقط في سوريا وطبعاً لم ينجح يوماً واحداً في العراق بالرغم من المؤامرات الاميركية وحلّ الجيش العراقي وتسليم العراق بالكامل للإيرانيين.
وسوف يأتي دور لبنان، ولو بعد حين.