يجب أن يعلم الفرس أنّ الشيعة العرب لم ولا يمكن أن يكونوا فرساً، وأكبر دليل على ذلك ما قاله أكبر مرجعية شيعية في العراق علي السيستاني خلال استقباله الرئيس الايراني حسن روحاني في النجف حيث لفته الى أهمية إحترام سيادة الدول… ومرحباً بأي خطوة في سبيل تعزيز علاقات العراق بجيرانه على أساس إحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية…
وبالمناسبة انها المرة الأولى التي يستقبل فيها المرجعية الشيعية العراقية رئيس جمهورية إيراني منذ 2003 أي منذ غزو أميركا للعراق وإسقاط نظام صدّام حسين وقتل مليون جندي وضابط ومواطن عراقي وتدمير العراق وحل الجيش العراقي وترك مليون ضابط وجندي مع أسلحتهم بدون أي راتب… وهذا القرار هو الذي ترك العراق بدون أي جهة تضبط الأمن، وهكذا أصبحت الدولة العراقية تعيش حالاً من الفلتان وتركت إيران لتنقض على الشعب العراقي جراء شراء ضمائر بعض الشيعة المتطرفين وغيرهم من الذين يبحثون عن مناصب في الدولة وعن المال، حيث بالنسبة لهم، فإنّ الوطن لا يهمهم بل المناصب والمال، وهؤلاء، للأسف، استطاعوا أن يشكلوا بالمال الايراني وبإشراف وتنظيم من قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري ميليشيات شيعية متطرفة، طبعاً تابعة لنظام «ولاية الفقيه».
وممّا قاله المرجعية الشيعية الأعلى في العراق، فقد أكد على أن تتسم السياسات الإقليمية والدولية في هذه المنطقة الحساسة بالتوازن والإعتدال لتجنيب شعوبها مزيداً من المآسي والأضرار… لافتاً الى «أنّ أهم التحديات التي يواجهها العراق في المرحلة الحالية هي مكافحة الفساد وحصر السلاح بيد الدولة والأجهزة الأمنية فضلاً عن تقديم وتحسين الخدمات العامة..
هذا الكلام الخطير الذي قاله السيستاني يؤكد أنّ المشروع الايراني لا يمكن أن ينجح… نقول ونردد دائماً إنّ مشروع ولاية الفقيه يمكن أن يخرّب ولكنه لا يستطيع أن يحكم… ولنأخذ مثالاً لبنان، صحيح أنّ «حزب الله» أصبح أقوى من الدولة، وصحيح أيضاً أنه يملك 150 ألف صاروخ، ولكن يبقى السؤال: هل استطاع «حزب الله» أن يحكم لبنان؟! طبعاً لا، وأكبر دليل على ذلك أنه في الانقلاب الذي قام به على الرئيس سعد الحريري عام 2009 بينما هو ينتظر لقاء الرئيس الأميركي استقال عدد من الوزراء ليجبروا الرئيس الحريري على الاستقالة بعدما سقطت حكومته وجاء «حزب الله» بالرئيس نجيب ميقاتي وكلف تشكيل حكومة.. طبعاً تلك الحكومة لم تكن حكومة لبنانية بل كانت حكومة كلها لـ«حزب الله» فماذا حصل؟ بكل بساطة، تراجع مؤشر النمو من 9% الى صفر، وهكذا سقطت الحكومة إقتصادياً مما اضطر «حزب الله» أن يتخلّى عن حكومة الميقاتي الذي لم يكن يملك أي سلطة في تلك الحكومة، وهكذا تبيّـن سقوط مشروع «ولاية الفقيه» بالسيطرة على لبنان…
فماذا عن العراق؟ أكبر رد على سقوط مشروع ولاية الفقيه في العراق أنه منذ عام 2003، يوم الغزو الاميركي للعراق وإلى يومنا هذا… العراق يعيش حالاً من عدم الاستقرار وتفجيرات شبه يومية…
طبعاً نتذكر «داعش» وكيف سقطت الموصل في يد «داعش» ومئات ملايين الدولارات حيث يُقال إنّ أكثر من 500 مليون دولار كانت موجودة في البنك المركزي العراقي في الموصل بالإضافة الى أسلحة تكفي لتسليح جيش العراق بأكمله… وهناك حديث عن مؤامرة لأنّ الذي جرى لا يمكن أن يصدّق أنّ «داعش» قامت به بل انّ ترتيباً خاصاً وفيلماً محبوكاً لتدمير العراق أبطاله اميركيون بالاتفاق والتنسيق والتعاون مع إيران، وسوف تأتي الأيام مستقبلاً لتؤكد ما نقول.
ماذا عن اليمن الذي يعيش منذ أن استولت قوات الحوثيين الذين يقبضون الأموال والسلاح من إيران وبالاتفاق مع علي عبدالله صالح الرئيس السابق لليمن الذي قتله الحوثيون…؟!
اليمن منذ ذلك الوقت وإلى يومنا، يعيش حال حرب دمرته، حيث يحتاج الى مئات المليارات لكي يعود كما كان…
وماذا عن سوريا؟ بدون أن نقول إنّه لولا التدخل العسكري الروسي وفي الساعات الأخيرة، لكانت سوريا اليوم قد سقطت بيد المعارضة الشعبية… والمؤامرة الكبرى هي عندما أطلق الرئيس السوري والرئيس العراقي المالكي سراح أكثر من عشرة آلاف متطرف إسلامي من السجون السورية والعراقية ليشوهوا المعارضة ويشكلوا ما سمي بـ«داعش».
في النهاية، نقول للإيرانيين، بدل أن تصرفوا المليارات على مشروع لا يمكن أن ينجح، اصرفوا هذه الأموال على شعبكم الذي يعاني الأمرين… وعليكم أن تعلموا وأنتم تعلمون أنّ 45% من الشعب الايراني تحت خط الفقر… فهل هذا يجوز دينياً يا أصحاب العمامات؟!.