Site icon IMLebanon

«الثنائيّة الشيعيّة» ضرّاء لا سرّاء

حال «الثنائيّة الشيعيّة» في الوقت «التّشكيلي» الحكوميّ «الضائع» كحال من وصفه القرآن العظيم بقوله تعالى: {هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ} [الحاقّة: 29] ومعنى الآية الشّريفة بحسب «ابن منظور» في معجم «لسان العرب»: «ذهب عنّي حُجّتي»، وما سمعناه بالأمس بعد «لقاء الأربعاء النيابي» ونقلاً عن رأس الرئاسة الثالثة الرئيس نبيه برّي أنَّه «قدَّم كل التّسهيلات لتأليف الحكومة، وأنّ العقدة ليست عندي بل هي في مكان آخر»، وهذا الكلام «خبزٌ فتَّ» منه اللبنانيّون الكثير فلا هم يتعرّفون حديثاً على الرئيس نبيه برّي ولا على أكمامه «الأرنبيّة» ويعرفون تماماً عربة «العصيّ الدواليبيّة» التي قد يدفعها لقطع الطريق على تشكيل أوّل حكومات الرئيس سعد الحريري في عهد الرئيس القويّ الجالس في قصر بعبدا مرتاحاً.

«الحَشْرَة» الحقيقيّة عالقة هناك في المقرّ النيابي لرئيس المجلس النيابي في عين التينة، وهي «حَشْرةٌ مزدوجة»، ويُخطىء من يظنّ أنّ إطلاق النّار من عين التينة هو فقط على «مصالحة معراب التاريخيّة» في»محاولة مستميتة لفكّ هذا التحالف الذي أوصل عون إلى بعبدا، ويُخطىء من يظنّ أنّ التصويب يستهدف فقط تحالف معراب، لأنّ إطلاق النار يشمل أيضاً بيت الوسط، خصوصاً عندما تُسرّب مصادر عين التينة أنّ «الصدّق» هو المطلوب، وتروي أنّ الرئيس سعد الحريري زار الرئيس بري وأبلغه أنّه عرض وزارة التربية على النائب سليمان فرنجيّة فرفضها، فقال له برّي: «اعتمد عليّ». ثمّ عرف برّي من فرنجيّة أنّ سعد الحريري عرض عليه «وزارة الثقافة»! ماذا تريد أن تقول هذه المصادر بروايتها هذه؟ بشكلٍ مباشر وواضح هذه المصادر تقول «الرئيس سعد الحريري كذّاب.. لقد كذب على الرئيس بري»، وهذه قمّة «اللّوفكة» و»فهلوة التلات ورقات»،»الثنائيّة الشيعيّة» تُدرك أنّ خوفها الحقيقي هو من نشوء «تحالف لبناني صرف» تحالف رباعي جديد يضم الموارنة الأقوياء بفريقيهما «القوات اللبنانيّة والتيار الوطني الحرّ» و»الكتلة السُنيّة» وتفاهمها مع «التيّار الوطني الحرّ»، وسيلحق بهما وليد جنبلاط للضرورات الانتخابيّة للقيادة الدرزيّة، وهذا غطاء كبير وفضفاض مبسوط أمام العهد الجديد وهو يغطّي العهد ومشروعه للجمهوريّة اللبنانيّة القويّة، وهي بالطبع غير «جمهوريّة الدّويلة» التي تريدها «الثنائيّة الشيعيّة» منذ تسلّطت على نظام الحكم في لبنان بممارستها «السّلْبَطة» عند كلّ مفترق حكومي!!

ما لم يقله صراحة الرئيس نبيه برّي قاله بالحرف الواضح والمقروء النائب أيوب حميّد بتصريحه قائلاُ: «لن نقبل بإلغاء فرنجية وسنبقى إلى جانبه في السرّاء والضرّاء وما ألزم التيّار والقوات نفسيْهما به لا يجب أن يُلزم به الآخرون»!! فرنجيّة ليس العقدة على ما ردّد نبيه بري وطلب الاعتماد عليه لحلّ الأزمة، تفضّل يا دولة الرئيس وأقنعه «يا حلّال العقد»، ولا تضحكوا على عقولنا بأنّ العقدة هي «وزارة مدهنة» من حصّة سليمان فرنجيّة، مشكلتكم أنّكم كما قال سبحانه {هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ} [الحاقّة: 29] أيْ «ذهب عنّي حُجّتي»، مشكلتكم أنّكم تريدون إرغام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على تقديم فروض الولاء والطّاعة إلى سليمان فرنجيّة بالإكراه، وللمناسبة ـ هذه طويلة على رقبة فرنجية «خيّ بشّار» ـ منذ العام 2005 وأنتم تشكّلون «الضرّاء المضرّة» بلبنان وطبيعته وتركيبته تجرجرونه إلى المحور الإيراني تأخذونه إلى حروب الأجندة الإيرانيّة، متى شعرتم أنّكم ستربحون معركة في العراق تستعجلون صرفها في لبنان، وكلّكم بقضكم وقضيضكم وترسانة سلاحكم في عبّ إيران مهما كلّف مشروعها من دمار، أمّا في لبنان فعلينا أن نكون واضحين جداً «كلّكم بقدّكم وقضيضكم وسلاحكم وسراياكم» لا تستطيعون أن تكونوا إلا مصدر تعسير وتعطيل، وستبقون كذلك حتى ينزل الله بإيرانكم وبعراقكم وبكم نكبة كتلك التي نزلت ذات ليل بالبرامكة، عندها كالعادة ستبدلون رداءكم وستصبح اللطافة كلامكم والتعاون غايتكم سعياً للإختباء في الدولة اللبنانيّة والشعب اللبناني، منذ العام 2005 ونحن نشاهدكم تلعبون هذه اللعبة «الجقمة» وما زلتم كما كنتم عبر التاريخ وما زلنا كما كنّا أكثر من يعرفكم ويعرف «عراقيلكم»!!