IMLebanon

هستيريا

 

تخريب العملية الإنتخابية في دول الاغتراب… تهديد المرشحين الشيعة وإرغامهم على الانسحاب من لائحة تجمعهم والقوات في بعلبك الهرمل… الحملة المبرمجة على المرشح ميشال معوض… الهجوم الشرس على اللائحة المدعومة من الرئيس فؤاد السنيورة والعمل على زرع الفتنة بين صفوف مرشحيها وتحريض الناخبين البيروتيين عليها… الاعتداء على صور المرشحين التي يوتّر رفعها مرتزقة المنظومة وزعرانهم…

 

وقبل هذا وذاك تفخيخ الحراك المدني والعمل على اختراق صفوفه حتى لا تتوحد المعارضة في لوائح موحدة تشمل غالبية الدوائر الانتخابية.

 

وبالتأكيد، كلما اقترب استحقاق 15 أيار، سيشهد لبنان تكثيفاً لمثل هذه الوسائل غير الشرعية وغير الأخلاقية، وصولاً إلى الترهيب والأذى الجسدي، عندما يلزم الأمر، وتحديداً في مناطق الثنائي الشيعي، وذلك مع اكتشاف القائمين على مصادرة إرادة الشيعة، أن البيئة لم تعد حاضنة.

 

وهذه البيئة لم تعد تصدق كذبة التلطي خلف المقاومة لإخضاعها، ولم تعد تنفعها هيمنة فائض القوة وفائض السلاح لتستثمر فيها. والسبب أن الجحيم الذي صنعه هذا الثنائي وأداره بمعية من روَّضهم نسف أمانها، فاكتشفت أن صفقة المبايعة خاسرة.

 

أكثر من ذلك، بدأ بعض من يملك الجرأة في هذه البيئة كسر حاجز الخوف ومواجهة مشروع قتل الدولة، سواء بالترشح أو بتأييد مرشحين يسعون إلى وطن ومؤسسات وبعض مقومات الحياة الكريمة. وبالطبع هؤلاء نالوا نصيبهم، وسينالون المزيد.

 

فهم يعرفون أن مثل هذا الأمر لا تسامح معه.

 

النظرة السريعة تشير إلى أن المشهد لا يوحي بالتفاؤل… يضغط على الأنفاس، وتحديداً مع افتعال الأزمات والأحداث الفظيعة والهزات الأمنية…

 

ولكن ثمة ما يجب التوقف عنده على الرغم من كل هذا الذي يجري. فهو يجري لأن مرتزقة المحور الإيراني يشعرون بالقلق، أو ربما أكثر، هم يشعرون بالهلع، وإلا ما المبرر لهذه الهستيريا التي تقصف عشوائياً مع اقتراب موعد الاستحقاق؟؟

 

الواضح أن المبررات كثيرة. فهذا القصف العشوائي المستخدِم وسائل باتت بالية ولم تعد تؤتي مفاعيلها لجهة التحفيز والتجييش، يدل على أن الحاكم بأمره الذي يستطيع قمع من يعارضه في مناطق بيئته، هو عاجز عن ذلك في باقي المناطق.

 

وهذا الحاكم بأمره، وإن امتلك القوة والمقومات ليفرض إرادته على بيئته، ملزم بدعم مجموعة من الضعفاء الفاشلين الذين يجب أن يصلوا إلى الندوة البرلمانية ليحصل على أكثريته الموعودة.

 

وهؤلاء الفاشلون الفاسدون لن تقوم لهم قيامة من دون دعمه هذا.

 

ولن تقوم لهم قيامة إذا لم يقترن الدعم بكل الآليات السلطوية لاستباق النتائج، إن لجهة عرقلة وصول المغتربين الى صناديق الاقتراع، ومن ثم العمل على تزوير محتوى هذه الصناديق، كما حصل في انتخابات العام 2018، نتيجة مصادرة الصهر لوزارة الخارجية، أو لجهة الرشى الانتخابية، وشراء الأصوات والذمم وتقديم المساعدات التي باتت تشمل الغذاء والدواء والمازوت…

 

ولا عجب، فالحاكم بأمره لم ولن يتردد عندما تستوجب مصلحته القضاء على كل الذين يملكون مقومات تهدد المحور الإيراني ومرتزقته في الحصول على مبتغاهم من خلال صناديق الاقتراع ليحكموا سيطرة مشغلهم على البلاد باستخدام مجلس النواب كمطية تشريعية لصالح هذا المشغل.

 

ولكن العجب سيعكسه تردد الناخبين اللبنانيين حيال خيارات واضحة تطيح بالمنظومة ومشغلها واحتلاله لبنان، ومصادرته سيادته ورعايته الفساد والفاسدين.