Site icon IMLebanon

«الثنائي الشيعي»: التأليف أو الاعتذار

 

 

لو سمع الرئيس المكلف سعد الحريري نصيحة الثنائي الشيعي وشكل الحكومة سريعا لكان وفر على نفسه اتخاذ قرار الاعتذار عن التأليف مرغما… للاسف، الان، لم يعد امام الحريري الا خيارين احلاهما مر: اما التاليف او الانسحاب… والمفارقة هنا ان الثنائي وجهات دولية يؤكدون انه سيتم تكليف بديل وتشكيل حكومة بعد ٤٨ ساعة فقط من اعتذار الحريري.

 

عمليا، يبدو ان المعنيين في لبنان وضعوا خطة حكومية بديلة متكاملة بعد اعتذار الحريري، تتضمن تشكيل حكومة موسعة من ٢٤ وزيرا تضم اخصائيين وسياسيين «٨-٨-٨» بلا ثلث معطل لاي طرف، في حين يجري التداول باسماء عديدة لتولي حكومة «الانقاذ» دون الاتفاق حتى اللحظة على اسم نهائي، على ان الثابت هو تاكيد السعودية موافقتها على اي شخصية سنية لتولي المهمة شرط ان لا تكون سعد الحريري.

 

وتشير المعلومات الى ان دار الفتوى ونادي الرؤساء السابقين وضعوا في اجواء تامين الغطاء السني الداخلي للرئيس الجديد منعا لاي التباس في الشارع السني قد يؤدي الى تاجيج الفتنة.

 

وللمرة الاولى، كشفت المصادر عن تحضير خطة اقتصادية متكاملة يتم وضع اللمسات النهائية عليها وسوف يعلن عنها بالتوازي مع الاتفاق على التشكيلة الحكومية، معلومات موثوقة تشير الى ان دولا عربية ابدت استعدادها لتقديم مساعدات مادية للسيطرة على سعر الصرف قبل البدء بالمعالجات الجذرية للازمة المالية والاقتصادية، ويجري التداول بتثبيت مبدئي لسعر الصرف في السوق الموازية حسب منصة مصرف لبنان الجديدة.

 

ولكن هذا الكلام مرهون باعتذار الحريري ، فهل سيعتذر؟ كل معطيات قوى ٨ آذار تجزم بان الحريري لم يعد امامه الا الاعتذار لحفظ ماء وجهه بعد تاكيد كل الجهات الدولية والعربية التي التقاها بانه غير مرغوب به، واي حكومة سيشكلها ستلقى مصير حكومة حسان دياب.

 

مصادر قيادية في تيار المستقبل لا تنف هذه المعطيات وتجزم بان الحريري ذاهب الى الاعتذار في النهاية، ولكنها تعطي مهلة اسبوعين كحد اقصى قبل اتخاذه هذا القرار، معولة على امكانية ان توافق السعودية في نهاية المطاف على اعادة دعمه.

 

وعلى الغالب ان فرنسا سحبت الغطاء، في حين ان يخير الحريري بين سرعة التأليف أو الاعتذار. الفرصة ما زالت متاحة لتشكيل الحكومة بالتفاهم مع عون وفرضها على الجميع في الداخل والخارج، لافتة الى ان الانفراجات الاقليمية ربما تساعد على تامين الغطاء السياسي للحريري وحكومته.