Site icon IMLebanon

خامنئي يواجه برفض لبناني وعراقجي لتبديد الاحباط الشيعي

 

لم يعد خافيا على احد مابلغه الاحباط الشيعي عموما، ولاسيما من بيئة حزب الله، من التغاضي الايراني الفاضح عن الهجمة الإسرائيلية الشرسة ضد قيادات وتركيبة الحزب، ووقوف النظام الايراني، موقف المتفرج، من عمليات الاغتيال التي طالت الامين العام للحزب حسن نصرالله، من دون أن يصدر اي رد فعل عسكري ايراني، على مستوى هذا الحدث الخطير، والاكتفاء بمواقف ونصائح، ترقى إلى مستوى المواعظ الدينية، لا بل ذهب بعض المسؤولين أكثر من ذلك، إلى توجيه الانتقادات الحادة لاداء الحزب المخترق، كما جاء على لسان مساعد الرئيس الايراني محمد جواد ظريف مؤخرا، فيما أتى بيان المرشد علي خامنئي عقب اغتيال نصرالله، أقل ما يقال فيه، انه تتضمن عبارات انشائية عامة، ولم يرقَ إلى مستوى الحدث البارز، وحفل كالعادة بانتقاد إسرائيل، وواعدا بانها لن تستطيع النيل من قوة المقاومة في لبنان وثباتها، و من دون ان يتطرق الى حادث اغتيال نصرالله، لامن قريب اوبعيد، او حتى التهديد بالثأر منها، او الوعيد بتوجيه ضربات صاروخية مزلزلة ضدها، لطالما هدد بها النظام الايراني، للرد عليها، ومنعها من إكمال هجومها التدميري الممنهج ضد الحزب في كل مكان على طول الاراضي اللبنانية وعرضها.

بعد أيام معدودة من التغاضي الايراني الفاضح، وتعالي الاصوات الناقمة على تخاذل ايران عن مد يد المساعدة للحزب والوقوف الى جانبه، في الهجمة الإسرائيلية الممنهجة ضده واغتيال المزيد قياداته الاساسية، بادر المرشد إلى اعطاء الاوامر لقادة الحرس الثوري الايراني، للرد على إسرائيل بالتنسيق مع واشنطن والابلاغ المسبق عن موعد اطلاق الصواريخ، تحت عنوان الانتقام لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، والامين العام لحزب الله حسن نصرالله ظاهريا في مسرحية جديدة، لامتصاص النقمة وحالة التذمر التي اصابت مؤيدي الحزب بلبنان وخارجه، وعدم الحاق اضرار جسيمة بالجانب الإسرائيلي، تفاديا لردات فعل سلبية وتفاعلات غير محسوبة من قبل إسرائيل، وابقاء قنوات الاتصال مع الاميركيين مفتوحة على مصراعيها.

 

لم يكتف المرشد الايراني بذلك، بل اوعز لتنظيم حفل تأبين حاشد لنصر الله في مرقد الامام الخميني عقب صلاة الجمعة الماضي في طهران، نوه فيه بما قدمه نصرالله بمواجهة إسرائيل، واعاد التشديد على ربط مصير المواجهة العسكرية الدائرة بين حزب الله وإسرائيل بحرب غزّة بقوله، «من حق الحزب دعم الشعب الفلسطيني بمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية في غزّة «، في رسالة واضحة للمسؤولين اللبنانيين، الذين اجتمعوا واتفقوا على فك ارتباط وضع جنوب لبنان عن حرب غزّة، وصولا إلى اعطاء نفسه الحق بالتحدث باسم المسلمين وضم لبنان لمحور طهران قسرا، بالرغم من رفض اكثرية اللبنانيين لهذا الخيار، وبالطبع ضمّن خطابه وعداً وتهديداً مبهماً، بالرد على إسرائيل، من دون تسرع او انفعال كما قال.

 

وبالتزامن اوفد النظام الايراني وزير الخارجية عباس عراقجي إلى بيروت على عجل، لإكمال مهمة استيعاب النقمة الشيعية على تخاذل طهران عن نجدة حزب الله من الهجمة الإسرائيلية المستعرة ضده، ولاعطاء جرعة دعم للحزب، ولافهام المسؤولين اللبنانيين، الذين تجرأوا واصدروا بيانا بعد لقاء الرئيسين نبيه بري ونجيب ووليد جنبلاط، بالدعوة لوقف فوري لاطلاق النار جنوبا، والمباشرة بتطبيق القرار الدولي رقم١٧٠١ ونشر الجيش اللبناني في الجنوب، بمعارضة طهران لهذا القرار والاصرار على الاستمرار في ربط المواجهة العسكرية الدائرة بين حزب الله وإسرائيل، بالحرب في غزة.

لم تكن زيارة عراقجي بالزخم الذي يحصل لدى زيارة اي مسؤول ايراني سابق عادة، فوجيء بوجود أكثر من مليون نازح من الجنوب، موزعين بين مراكز الإيواء والمدارس، وبعضهم يفترش جوانب الشوارع، جراء اتساع الاعتداءاتالإسرائيلية . اتسمت لقاءاته ببردودة ملحوظة من المسؤولين اللبنانيين، ووجه بموقف لبناني رافض لاستمرار ربط مصير الحرب الدائرة على لبنان بحرب غزّة، خلال لقائه رئيس الحكومة، ولم يبدد تصريحه اليتيم بأن زيارته لبيروت،هي لدعم الطائفة الشيعية في لبنان، ومستدركا، كل الشعب اللبناني، بمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، في محاولة مكشوفة لتبديد النقمة المتصاعدة من الوسط الشيعي عموما، من سياسات النظام الايراني المهادنة لواشنطن، بالرغم من تكراره لعبارات الدعم التي وزعها هنا وهناك، بينما اظهرت لقاءاته المحدودة جدا مع نواب ينتمي بعضهم لحلفاء ايران بلبنان، ضمورا فاضحا في الحضور، والاهتمام بالموقف الايراني وأخذه على محمل الجد، لاستمرار الاعتداءات الإسرائيلية، في تدمير جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت، بالتزامن مع تخلف فاضح لايران في تنفيذ وعودها وتهديداتها الرنانة الجوفاء، بالدفاع عن حزب الله ولبنان.