IMLebanon

الطائفة الشيعيّة تخوض الإنتخابات في 8 دوائر لانتخاب 27 نائباً… وتميل الى الإقتراع للوجوه الحزبيّة نفسها

 

الثنائي يتحالف مع «التيّار الوطني الحرّ» .. ويستفيد من غياب الحريرية لمواجهة لوائح «القوّات» والمعارضة

 

تخوض الطائفة الشيعية الإنتخابات النيابية التي ستجري في 15 أيّار المقبل للناخبين المقيمين على الأراضي اللبنانيين، ولغير المقيمين عليها في 6 منه في الدول العربية وفي 8 منه في الدول الأجنبية، في 8 دوائر إنتخابية من أصل 15 دائرة، وهي مرتاحة الى وضعها نوعاً ما، سيما وأنّ الكثافة الشيعية محصورة في عدد من المناطق اللبنانية ومعدومة في أخرى. ويُبدي الشيعة حماسة لافتة لانتخاب نوّابهم الـ 27 في الدورة المرتقبة، سيما وأنّ الحلف القائم بين زعيمي هذه الطائفة أي بين رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي والأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، قوي ومستمرّ ولا بديل عنه من وجهة نظر غالبية ناخبي هذه الطائفة، الأمر الذي يجعلهم يقترعون للوجوه الحزبية والتقليدية نفسها.

 

وإذ ينحصر النفوذ الشيعي في المناطق ذات الغالبية الشيعية مثل دوائر الجنوب الثانية والجنوب الثالثة والبقاع الثالثة، لا يخشى الثنائي الشيعي من خسارة مقاعده النيابية، بل على العكس تشير إحصاءاته الى أنّه سيفوز بها كاملة، رغم خسارته لبعض المقاعد في الدورة الماضية. علماً بأنّ إصرار دول الخارج على إجراء الإنتخابات النيابية في موعدها الدستوري وعدم تأجيلها أو التمديد للمجلس النيابي الحالي يهدف الى «تغيير الأكثرية النيابية» التي تجد هذه الدول أنّ الثنائي الشيعي يتحكّم بها. فهل ستنجح لوائح المعارضة ومجموعات المجتمع المدني المدعومة من الخارج في تحقيق هذا الهدف؟

 

تقول مصادر سياسية مطّلعة بأنّ الثنائي الشيعي الذي تمّكن خلال الدورة الإنتخابية الماضية (في العام 2018) من حصد 29 مقعداً نيابياً لكلّ «كتلة التنمية والتحرير» التي تضمّ مقاعد مسيحية وسنيّة ودرزية (17 مقعداً)، و «كتلة الوفاء للمقاومة» التي لا تشمل سوى مقاعد شيعية (12 مقعداً)، يسعى من خلال ماكينته الإنتخابية الناشطة حالياً لعدم خسارة مقاعده في وجه لوائح المعارضة والمجتمع المدني التي بدأت تتشكّل في غالبية الدوائر الإنتخابية بما فيها الدوائر ذات الغالبية الشيعية.

 

وأشارت المصادرالى أنّ الحزب والحركة يعملان على تركيب اللوائح، لا سيما في دائرتي الجنوب الثانية والثالثة للحفاظ على المقاعد الستّة في صور – الزهراني، والثمانية في بنت جبيل- النبطية – مرجعيون – حاصبيا ذات الغالبية الشيعية. أمّا في دائرة البقاع الثالثة (الهرمل- بعلبك) فيسعى «الثنائي» الى ضمان فوزه بالمقاعد الستّة التي تتوزّع حالياً على 4 للحزب و 2 لحركة أمل و 1 مستقلّ للنائب جميل السيّد، فضلاً عن الفوز بالمقعد الماروني الذي يحتلّه حالياً النائب أنطوان حبشي («القوّات اللبنانية»)، ما يُهدد أحد المقاعد على لائحته التي يُفترض أنّ تضمّ 6 مرشّحين شيعة، 2 سنّة، 1 موارنة، و1 روم كاثوليك. فـ «القوّات» تستطيع تأمين الحاصل لمقعد إنتخابي في هذه الدائرة، الأمر الذي سيجعل المعركة على الحاصل الإنتخابي الثاني، أي على أحد المقعدين السنيين أو أحد المقاعد الشيعية.

 

ولفتت المصادر نفسها الى أنّ الثنائي سيتحالف مع «التيّار الوطني الحرّ» رغم كلّ الخلافات السياسية التي وقعت أخيراً بينه وبين كلّ من الطرفين الشيعيين، في كلّ من دوائر بيروت الثانية ذات الأغلبية السنيّة للفوز بالمقعدين الشيعيين والحفاظ على المقعد الإنجيلي الذي هو للتيّار الوطني الحرّ حالياً (النائب إدغار طرابلسي) وإمكانية الفوز بمقعد الروم الأرثوذكس الذي هو حالياً للنائب نزيه نجم من كتلة «تيّار المستقبل». كذلك سيخوض حزب الله و «التيّار» معركة حامية في دائرة البقاع الأولى (أي في زحلة)، سيما وأنّ التنافس سيكون على أشدّه بين «التيّار» و «القوّات» والمرشّحين المستقلّين على المقاعد الشيعية والمسيحية، كما على المقعد السنّي الذي يحتلّه حالياً النائب عاصم عراجي (عن كتلة المستقبل).

 

وفي دائرة جبل لبنان الأولى (جبيل – كسروان) سيتحالف الحزب و «الثنائي» أيضاً، على ما عقّبت المصادر، بهدف كسب هذه المعركة، لا سيما لاستعادة المقعد الشيعي الوحيد الذي خسره في الدورة الماضية في جبيل، وذهب لصالح المرشح المستقلّ مصطفى الحسيني على لائحة النائب فريد هيكل الخازن، والذي انضمّ الى «كتلة التكتّل الوطني»، ثمّ توفي في 28 تمّوز 2021. كما سيتحالف الثنائي مع «التيّار الوطني الحرّ» كذلك في دائرة جبل لبنان الثالثة (أي بعبدا) للفوز بمقعدي الشيعة، وللحفاظ إذا أمكن على المقعدين المارونيين من أصل ثلاثة، التي يحتلّها اليوم نائبان من «التيّار»، فيما المقعد الثالث لنائب من «القوّات». علماً أنّ المعركة ستكون قاسية إذ سيُواجهون على هذه المقاعد الأخيرة لائحة التحالف بين «القوّات اللبنانية» و «الحزب التقدّمي الإشتراكي» الذي له مقعد درزي فيها. وقد يضمن الثنائي الفوز بمقعديه الشيعيين وبأحد المقاعد المارونية وليس بالإثنين كما في الدورة الماضية، إذ جرى الفوز بهما بسبب الكسر الأكبر.

 

وشدّدت المصادر عينها على أنّ خطط الثنائي الشيعي تقوم على العمل لتلافي الأخطاء التي حصلت في الدورة الماضية، ولسدّ الفجوات بهدف الحفاظ على المقاعد الشيعية ذاتها مع إمكانية ربح مقاعد أخرى من خلال التحالفات في بعض الدوائر الإنتخابية التي «فرغت» بعد انسحاب سعد الحريري و «تيّاره الأزرق» من المشهد الإنتخابي المقبل. كما سيعمل الثنائي على قطع الطريق أمام لوائح المعارضة.

 

وترى المصادر بأنّ الدوائر الجنوبية لن تكون بمنأى عن المعارك الإنتخابية، وإن كانت الثانية والثالثة منها ذات أغلبية شيعية، ويؤيّد ناخبوها لوائح الثنائي الشيعي. فلوائح المعارضة ستسعى الى انتزاع بعض المقاعد الشيعية من الثنائي، لا سيما في مرجعيون وحاصبيا، كما المقعد الدرزي الذي هو حالياً للنائب أنور الخليل من «حركة أمل»، ومقعد الروم الأرثوذكس الذي يشغله النائب أسعد حردان التابع لـ «الكتلة القومية الإجتماعية»، إذا تمكّنت من تركيب لوائح تضمّ وجوهاً مستقلّة واعدة، وتنوي أن تفوز كذلك في دائرة الجنوب الأولى بمقعد النائب الماروني ابراهيم عازار المنضوي في «كتلة التنمية والتحرير»، وفي الجنوب الثانية بمقعد النائب ميشال موسى عن الروم الكاثوليك الذي يحتلّه منذ سنوات طويلة وهو عضو في الكتلة نفسها التابعة لـ «حركة أمل».

 

وبرأي المصادر، إنّ الثنائي الشيعي يضمن بشكل أو بآخر الإحتفاظ بمقاعده النيابية كون القانون الإنتخابي الحالي رقم 44 الصادر عام 2017 والقائم على النظام النسبي على أساس 15 دائرة إنتخابية مع صوت تفضيلي، يقطع الطريق أمام مرشّحين مستقلّين عدّة قد يحوزون على عدد كبير من أصوات الناخبين بالفوز، والسبب يعود الى أنّ القانون الساري يفرض على الناخب اختيار لائحة بكاملها، ويمنعه من التشطيب أو تركيب اللوائح على ما يحلو له، الأمر الذي سجعJJله مقيّداً باختيار لائحة بكاملها، كما تُعطي النسبية لبعض المرشّحين إمكانية الفوز بأصوات ضئيلة في حال أمّنت اللائحة الحاصل الإنتخابي.