IMLebanon

الشيعة وعقيدة «سب الصحابة» من «الكليني» إلى «الخميني» (2/2)

تساءل بعض القرّاء ما الذي قاله هاشمي رفسنجاني ، ولماذا لم يتقدّم كلامه مقالتنا بالأمس في هذا «الهامش»، وكنّا قد ارتأينا تأخير كلامه إلى الجزء الثاني من هامشنا، ليتكامل ما نقوله في دحض ما قاله رفسنجاني، والذي لا نرى فيه إلا «تقيّة» لغايةٍ سياسيّة، لذا ننقل عن رفسنجاني أنه قال في بداية حديثه: إن «الخلاف في الإسلام محرم من الله»:}ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم{، نحن تجاهلنا هذه الآية الكريمة في سياستنا وعلاقتنا كمسلمين في ما بيننا في المنطقة والعالم،ومن أهم أسباب الحرب الطائفية التي نعيشها الآن في المنطقة هو لعن وسب الصحابة من قبل الشيعة، إن احتفال «عمر كشون» الذي يحتفل فيه الشيعة بمناسبة يوم مقتل الخليفة عمر بن الخطاب ويعبرون عن فرحهم فيه لمقتله في هذه المناسبة الطائفية ولعن الصحابة من قبل الشيعة هو «ما أوصل المنطقة لظهور داعش القاعدة وطالبان»،  واستغرب رفسنجاني في حديثه أن يكون هناك من يعتقد بأن ممارسة مثل هذه الشعائر ولعن الصحابة أمر عادي حيث يعتقد البعض بأن «لعن الصحابة»و»سب»الخلفاء الراشدين «عبادة»!!

بالتأكيد لم يرمِ الموقع الرسمي لـ «رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران» علي أكبر هاشمي رفسنجاني حجراً في مياهٍ راكدة، ولا جمرة في نيرانٍ متقدّة عندما نشر مقطعاً مصوراً تحت عنوان»الحديث الذي لم ينشر لرفسنجاني»، الذي يتحدث أمام المسؤولين الإيرانيين بوزارة الشباب والرياضة منتقداً الفتنة الطائفية بالمنطقة وإظهاره انزعاجاً من ممارسات الشيعة الطائفية في إيران، ونستهجن استغراب رفسنجاني وندرك أنّه مطّلعٌ على كلّ كتبِ الشيعة، ومطّلع على الفظائع التي ترتكب من أول التاريخ بحقّ أمهات المؤمنين وصحابة رسول الله صلوات الله عليه، وأنّه «عارفٌ» بأنّ هذا اللعن والشتم والسب والتكفير، بل بلوغه حدّ وصف بعض الصحابة وأمّ المؤمنين بـ «الخنازير» في كتاب الخميني «الطهارة، ج3»، وأنّ أيّ كلام عن إطفاء نيران المذهبيّة في المنطقة هو كلام كاذب وغير جدّي ما لم «تطهر» كتب الشيعة التي تؤسّس لهذه العقيدة من كلّ ما تضمّة من «تأسيس» لعبادة اللعن والشتم!!

ولننظر إلى مؤلّفات الأمس القريب من قبل أن ننظر في المصادر التاريخية، فالخميني في كتابه «التعادل والترجيح» ص (26)، يعتبر أنّ الصحابة «ما صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم إلا من اجل الدنيا لا من اجل الدين ونشره»، وفي كتابه  كشف الأسرار  (ص 114) يذهب الخميني إلى أبعد من هذا بكثير إذ يقول في حقّ الصحابة ، الذين حفظوا القرآن بجمعه منذ الصدّيق أبو بكر مروراً بعمر انتهاءٍ بجمعه كما نعرفه اليوم في عهد عثمان ذي النورين:»إن الذين لم يكن لهم ارتباط بالإسلام والقرآن إلا لأجل الرئاسة والدنيا ، و كانوا يجعلون القرآن وسيلة لمقاصدهم الفاسدة ، كان من الممكن أن يحرفوا هذا الكتاب السماوي في حالة ذكر اسم الإمام في القرآن و أن يمسحوا هذه الآيات منه و أن يلصقوا وصمة العار هذه على حياة المسلمين»، وفي نفس الكتاب «كشف الأسرار» ص (107) يقول الخميني، ما لا يقوله مسلم عاقل: «نحن نعبد إلهاً نؤمن به، أقام كل شيء على العقل والحكمة ، وليس الإله الذي يقيم عمارة عبادته وعدالته ودينه، ثم يحاول بعد ذلك هدمها فيرسل هؤلاء الظلمة من أمثال يزيد ومعاوية وعثمان ليتولوا الإمارة والحكم»، ويكفّر الخميني  في كتابه «تحرير الوسيلة» ج 1 ص 352»صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسمّيهم «النواصب» ويأخذ بالرأي المتطرف في معاملتهم معاملة الحرب:»والأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم وتعلق الخمس به ، بل الظاهر جواز أخذ ماله أينما وجد،وبأي نحو كان ووجوب إخراج خمسه»!!

نحن هنا، لا نتحدّث عن تطرّف إيرانيّ عابر، ولا عن فتنةٍ مستجدةٍ، بل عن تاريخ لعقيدة عمادها السبّ واللعن، وطوال ما يزيد ألف عام، هذه العقيدة لم تحد شعرة عن مقولاتها تلك، بل اكتفت في حجبها عن أهل السُنّة إمّا تقيّة، وإما لمصلحة سياسيّة، إلا أنّها تُمارس كلّ يوم كفعل عبادةً يوميّ، فتتلى الأدعية بعد الصلاة، وفي الزيارات وكلّ نصوصها قائمة على لعن الصحابة الكبار.ونأخذ من مصادر الشيعة الكبرى بعض الأمثلة، لا أقل ولا أكثر، روى الكليني عن أبي جعفر -عليه السلام- قال: «إنّ الشيخين – أبا بكر وعمر- فارقا الدنيا ولم يتوبا ولم يذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين -عليه السلام- فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» (روضة الكافي 8/246)… وفي كتابي وسائل الشيعة (18/463)، بحار الأنوار (27/231)، سئل أبو عبد الله:»ما تقول في قتل الناصب؟»، فقال:»حلال الدم، ولكني اتقي عليك فقد قدرت أن تقلب عليه حائطًا أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد عليك فافعل»، وعلّق الخميني على هذه الفتوى فقال:فإن استطعت أن تأخذ ماله فخذه وابعث إلينا بالخمس»[الموسوي ص(89)، وانظر كلام الخميني عن هدم مكة والمدينة ص(91)، كتاب الموسوي].

وفي «تفسير العياشي» (بحار الأنوار 2/116):»ومن أعداء الله أصلحك الله؟ قال الأوثان الأربعة قلت من هم؟ قال:»أبو الفصيل، ورمع، ونعثل، ومعاوية، ومن دان دينهم، فمن عادى هؤلاء فقد عادى أعداء الله»، وقال المجلسي في بيان هذه الرموز: «أبو الفصيل أبو بكر؛ لأن الفصيل والبكر متقاربان في المعنى، ورمع: مقلوب عمر، ونعثل هو عثمان». ويقول محمد باقر المجلسي بأنّ أخبار «كفر» الشيخين [أبو بكر وعمر] وثواب لعنهم والبراءة منهم لا يمكن إحصاؤها في مجلد لكثرتها، فيقول في كتابه «بحار الأنوار» [ج 30 ص 399»:[ أقول: الأخبار الدالة على كفر أبي بكر وعمر وأضرابهما وثواب لعنهم والبراءة منهم، وما يتضمن بدعهم أكثر من أن يذكر في هذا المجلد أو في مجلدات شتّى، وفيما أوردنا كفاية لمن أراد الله هدايته إلى الصراط المستقيم»!!

وفي كتاب «الأنوار النعمانية»(2/279) قال نعمة الله الجزائري: «لم نجتمع معهم [مع أهل السُنّة] على إله ولا نبي ولا على إمام؛ وذلك أنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد صلى الله عليه وسلم نبيه وخليفته بعده أبو بكر ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي، بل نقول: إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا»… ثمّ يقولون لك «فتنة»… و»أيّ فتنة»!!