IMLebanon

شحن ما قبل ٦ أيار.. وتوافق بعده!

 

يومان يفصلان المرشحين عن الْيَوْمَ الكبير. السادس من أيار الذي أعدت العدة له، فأطلقت الخطابات النارية، وتم تجييش الجماهير، وشد العصب الطائفي حتى شارف ان ينقطع، وتحولت العملية الانتخابية الى معركة وجودية، والحق الديمقراطي الى خيانة عظمى، وطرحت الضمائر في مزادات الأصوات وأغدق السوق بالمال السياسي، واستقدم الناخبون وأبعد المشوشون… انها هستيريا الانتخابات التي تميزت هذه السنة ببرامج انتخابية لا تشبه حاجات اللبنانيين التي باتت اكثر من ملحّة، ولا على مستوى الأزمات المعيشية الخانقة، بل تركزت على شد العصب الطائفي وفرز الأصوات،قبل نزولها في صناديق الاقتراع، بين من هم معنا والباقي ضدنا وأعداء وخونة للقضية…

و المفارقة ان نتائج هذا التجييش الطائفي، الذي انتهجته لوائح السلطة على اختلاف طوائفها، بدأت تظهر في الشارع ضمن الاشكالات والاشتباكات بين أبناء البيئة الواحدة، الذين لم ينجروا لهذه الممارسات في احلك ايّام الانقسامات العاموديّة التي عانى منها البلد طوال السنوات الماضية.

ان ما يجري اليوم يتجاوز حدود الخطاب الانتخابي الى مشروع فتنة، سينقضي السادس من أيار ولن تبقى النفوس مشحونة في الشارع… سيعود الخصوم السياسيون للجلوس حول طاولة التفاوض لإخراج حكومة التوافق ضمن سقف الشراكة في الوطن، وسيبقى الجمهور يبحث عن تموضعه تجاه جاره او قريبه او حتى خصمه في السياسة وصديقه الشخصي… هل يلحق الزعيم بالتفافته ام يبقى في جهوزية رهن نداءات الطوارئ؟

ان نقل المواجهات الى الشارع يدل على عجز في السياسة، ويفتح أبواب جهنم على جمهور الطبقة السياسية حيث ممكن ان تتفلت الأمور وتتطور لتخرج عن سيطرة الجميع، بمن فيهم القوى الأمنية كما ظهر في اكثر من أشكال استدعى تدخل الجيش!

السابع من أيار هو يوم جديد، على اللبنانيين، سياسيين ومواطنين، حيث من الطبيعي ان تلتقي التيارات المتخاصمة «لتسيير مصالح الوطن» الخاصة والعامة، ولكن من يلملم جراح الشارع وضمن أية حزمة تسويات ستدخل مصلحة المواطن التي طال انتظارها، وسيطول اكثر اذا ما أعاد الناخب انتاج الطبقة نفسها، مشرعاً بذلك سياسة الاهمال المدمرة ومسقطاً حقه بالمساءلة والمحاسبة لتأمين أبسط حقوقه بالعيش الكريم…

لقد أدت الطبقة السياسية واجبها التعبوي على اكمل وجه، فهل يقوم الناخب بواجبه تجاه ضميره اولا ووطنه ثانيا، فيكسر الحصار الفكري الذي يوهمه ان لا خيار له أفضل من واقعه، ويتخطى الحواجز الوهمية التي زرعت بين أبناء الوطن الواحد، ام ان الاستسلام والتبعية اسهل من سبيل الحرية؟