بصراحة ووضوح نلاحظ أنّ أغلبية الناس في حال من القرف، في حال من اليأس، في حال الإصرار على الهجرة، في حال عدم احترام المسؤولين، وعدم ثقة بأي مسؤول.
الناس تعيش أسوأ حالات الفقر والحاجة بل والعَوَز أيضاً.
فاتورة الكهرباء يدفعها المواطن ثلاث مرات: مرة للدولة، جاء التيار الكهربائي أم لم يأتِ، ومرة ثانية لأصدقاء البيئة(!) أصحاب المولدات الذين أصبحوا أصحاب حقوق بينما لو كانت هناك دولة ولو كان هناك قانون، لكانوا في السجون! ومرة ثالثة لأنك تحتاج في بعض الحالات الى مولّد خاص…
والمياه هي أيضاً يدفع ثمنها ثلاث مرات: المرة الأول: تشتري مياه الشرب، طبعاً هناك بعض الشركات المحترمة لديها مياه صالحة للشرب، ومرة ثانية تشتريها من الدولة وتدفع الفاتورة الثانية، أما الفاتورة الثالثة فعندما تنقطع مياه الشركة وتزدهر مياه الصهاريج! والسؤال: من أين يأتي جماعة الصهاريج بالمياه؟
والمشكلة التي باتت مزمنة هي مشكلة النفايات، سبحان الله عندما جاء الرئيس الشهيد رفيق الحريري وأعطى شركة سوكلين حق جمع النفايات أصبحت بيروت ولبنان من أكثر البلدان نظافة، ولكن ماذا يفعل العميان عندما يرزقهم الله بمخلوق كامل مبصر؟ والقصة معروفة!
طبعاً بسبب السياسيين العظماء والمزايدات الرخيصة، هذا غال وهذا بخس الثمن، هذا معه المال وهذا ليس معه ثروات… الخ… الى أن دفعوا بسوكلين الى القرف… والهرب.
هذه البلدة ترفض نفايات البلدة المقابلة، والشمال لا يقبل بنفايات الجنوب، والشرق يرفض نفايات الغرب… وهكذا دواليك.
الدراسات كلها تجمع على أنّ الإنفاق على الكهرباء بلغ 30 مليار دولار، نحو نصف الدين العام، والأنكى أننا نخسر سنوياً مليار دولار لأننا نستعمل الفيول وليس الغاز لتوليد التيار الكهربائي!
فهل من عبقرية أعظم من عبقرية السياسيين عندنا؟
كلفة الكهرباء كلها ملياران من الدولارات، وقد سددنا هذا المبلغ 15 ضعفاً، والدولة اللبنانية هي المستورد الأكبر للمحروقات، ومع ذلك تشتريها من الشركات الخاصة، فلماذا لا تستورد الفيول مباشرة لاستخدامها المباشر؟ العلم عند ربّ العالمين.
ثماني سنوات انتظرنا قانون الانتخابات، الى ان جاءوا بالقانون الأكثر تشويهاً في العالم وهو مزيج من النسبية والأكثرية.
لماذا هذا القانون؟
فقط لكي يفوز جبران باسيل اكراماً لـ»الحزب العظيم«، لأنّ هذا القانون مفصّل تفصيلاً دقيقاً على حاجاته الوطنية، فهذا الحزب يرفض أن يكون طائفياً وهو يريد أن يكون عابراً للطوائف وأيضاً…للقارات!..
ماذا كانت نتيجة الانتخابات؟
الصهر، الحفيد، الوريث، الاب والابن وروح القدس، كلهم والحمدلله نفس العائلة… جاءوا من دون أي خطأ، ولو أردت ولادة صناعية لما وصلت الى هكذا مجلس نيابي مثل المجلس الحالي.
وبما اننا نتحدث عن إنجازات العهد القوي، فأبرزها سلسلة الرتب والرواتب، فهذا إنجاز آخر يضاف الى إنجاز قانون الانتخابات، ولغاية اليوم، أي أكثر من سنة على إقرار هذا القانون لم تستطع أذكى كومبيوترات العالم ان تعطيك رقماً واحداً دقيقاً عن كلفة السلسلة، وفي النهاية فالأموال كلها تدفع من جيب المواطن «المعتّر».
وبما اننا نتحدث عن العهد القوي فقد فضح الوزير نهاد المشنوق سراً كبيراً سامحه الله عندما أعلن أنّ أحد أسباب عرقلة تشكيل الحكومة هو فتح معركة رئاسة الجمهورية باكراً.
وبعد هذا وذاك، أكثر ما أعجبني وأضحكني أنّ الحل لتشكيل الحكومة هو أنّ الطفل المعجزة يجب أن يتسلم الأمانة!
كلمة أخيرة:
يقولون إنّ الكذب ملح الرجال.
إعلام الحزب العظيم قال إنّ السعودية أبلغت الى أربعة مسؤولين لبنانيين كبار، في الساعة الثالثة صباحاً ان المملكة أعطت أوامر للرئيس سعد الحريري بعدم تشكيل الحكومة.
أولاً- السيدة ماجدة الرومي كانت موجودة وفرقتها الموسيقية قبل ثلاثة أيام في «العلا».
ثانياً- الطائرتان اللتان أقلتا الوفد اللبناني الى احتفال «العلا» غادرتا في اليوم ذاته، فأقلعتا من بيروت العاشرة صباحاً وعلى متن كل منهما 50 شخصاً، وعاد الجميع بمن فيهم الإعلاميون والفنانون الى بيروت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.
والسؤال: كيف لهم أن يجتمعوا الساعة الثالثة فجراً وهم أصبحوا في بيروت؟!. علماً أنه لم يكن يوجد أي مسؤول بين الضيوف اللبنانيين باستثناء وزير الثقافة.