Site icon IMLebanon

صدمة بعد تحطيم يهود شواهد لموارنة كفربرعم حيث احتفل الراعي بالقداس العام الماضي

صُدم اللبنانيون عموما والموارنة خصوصاً بالنبأ الوارد أمس من القدس عن تحطيم شواهد في مقبرة مسيحية مارونية في قرية كفربرعم القريبة من الحدود مع لبنان. واللافت ان البطريرك الماروني كان قد زار هذه القرية العام الماضي واقام فيها قداسا وصف بأنه تاريخي، اثناء زيارة البابا فرنسيس للاراضي المقدسة. فهل لجأ المرتكبون الى تصرفهم غير الانساني عن عمد، بعدما اختار البطريرك الراعي هذه القرية لإقامة القداس هناك ولتوجيه رسالة الى الحكومة الاسرائيلية بأن سكانها الموارنة هجّرتهم الدولة العبرية بعدما دمرت قرية كفربرعم في تشرين الثاني 1948 وكان يقطنها 1050 نسمة بعد ستة اشهر من قيام دولة اسرائيل؟ وتجدر الاشارة الى ان كنيسة السيدة في هذه القرية وكنيس قديم هما المبنيان الوحيدان اللذان لم يدمّرا.

ويتوقع ان يتخذ الراعي موقفا حاسما من هذا التصرف ولا يمانع في اثارة هذا السلوك مع سفراء الدول الخمس الكبرى الذين سيلتقيهم، وتحميل المسؤولية للحكومة الاسرائيلية حتى كشف الجناة. صحيح انه لا يمكن بكركي ان تتصل باسرائيل، لكن هذا لا يمنع من اثارة العمل البربري الذي حصل من دون ان يتحرك الفاتيكان كدولة ويدعو الحكومة الاسرائيلية الى كشف الجناة وسوقهم الى العدالة، اذا كان حقيقة يريد كشف الخلفيات ويضع حدا لتلك الاعمال، ولا سيما ان الكثير من الاماكن المقدسة المسيحية يمكن ان تكون عرضة لاعتداءات مماثلة.

واستغرب كل من اطلع على النبأ ان الحكومة الاسرائيلية تجاهلت هذا العمل غير الانساني، علما ان متحدثة باسمها أوردت وقائع الاعتداء في بيان افاد انه “تم الحاق اضرار بعدد من شواهد القبور في مقبرة كفربرعم”. واشارت الى ان الشرطة ستحقق “في الاتجاهات والمسارات كافة”.

وأدرجت وسائل الاعلام الاسرائيلية جريمة تحطيم الشواهد قبور في المقبرة المارونية في كفربرعم في سياق ما تتعرض له الكنائس في القدس والمساجد من هجمات وحرائق، وفي كل مرة تنتهي التحقيقات الى اتهام يهود متشددين من دون انزال عقوبات في حقهم لارتكابهم جرائم ضد مقدسات مسيحية ومسلمة، ولتخويف السكان من مسيحيين ومسلمين لتهجيرهم وتهويد القرى والبلدات والمدن.

وجاء في النبأ ان الاعتداء على شواهد القبور المارونية في كفربرعم أتى بعد يوم واحد من زيارة الرئيس الاسرائيلي رؤوفين ريفلين لبطريركية القدس الارثوذكسية الواقعة في القدس الشرقية. ويذكر أن ريفلين تأخر في زيارته للبطريركية، مع التذكير بأن مجهولين تصفهم الشرطة بأنهم “متشددون” كانوا قد احرقوا مبنى تابعاً للكنيسة الارثوذكسية قرب القدس القديم. والمستغرب انه نادرا ما يتم توقيف المستوطنين المتطرفين الجناة. واعتبر أكثر من مسؤول أن ما قام به اليهود المتشددون من تحطيم لشواهد قبور تابعة لأموات موارنة من سكان قرية كفربرعم، شبيه الى حد كبير بالاضطهاد الذي تمارسه عناصر تنظيم “داعش” ضد احياء مسيحيين، سواء في العراق أو في سوريا.