IMLebanon

هل يؤجل التصعيد حوار حزب الله ـ المستقبل؟

تزامناً مع استعار التطوّرات العسكرية في سوريا، بدأت على الساحة اللبنانية جولة الحسم السياسي للأزمات المتعدّدة على قاعدة كشف المستور من المواقف لدى المراجع المعنية، ورسم مشهد داخلي بامتياز، بعيداً عن أي ارتباطات خارجية. ومن هنا، فإن القراءة الأولية للمواقف الأخيرة لأمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله، تشير وبحسب مصادر نيابية في كتلة بارزة في 8 آذار، إلى أن الأسبوع الحالي سيشهد إختباراً حسّاساً للحوار الثنائي بين تيار «المستقبل» و«حزب الله»، وذلك في ضوء ما يتردّد عن احتمال تأجيل للحوار بسبب تردّدات جولة التصعيد الأخيرة بين الطرفين نتيجة الحملة التي شنّها تيار «المستقبل» بعد حديث وزير الداخلية نهاد المشنوق عن تعثّر الخطة الأمنية في البقاع. وقالت هذه المصادر، أن كل ما سُجّل أخيراً من تفسيرات وتصريحات لاحتواء التصعيد، لم ينجح حتى الآن في ترميم قنوات التواصل التي ساهمت في استمرار الحوار الثنائي على مدى الأشهر الماضية، ورفضت المصادر كل ما يُطرح عن تحوّلات في المواقف السياسية الداخلية نتيجة التطوّرات العسكرية في سوريا، والتحوّل النوعي في المواقف الإقليمية والدولية من النظام السوري، وأكدت أن السعي إلى «لبننة» المقاربات السياسية الداخلية، هو الأساس والهدف والدافع لكل ما يُسجّل من مواقف لدى قيادات 8 آذار، خصوصاً بعدما بات واضحاً للجميع أن الخارج لن يتدخّل على الأقل إيجاباً في تسوية الأزمة الرئاسية، بل على العكس من ذلك، فإن الأطراف الخارجية تسعى إلى توظيف الأزمة اللبنانية في سبيل روزنامتها الخاصة في المنطقة، وذلك بصرف النظر عن كون هذه الأطراف إقليمية أو دولية.

وكشفت هذه المصادر، أن الكرة اليوم، قد باتت في ملعب تيار «المستقبل» الذي كان بادر إلى التصعيد السياسي الأخير، وبالتالي، فإن نجاح أي جلسة حوار ثنائية سنّية ـ شيعية تفترض تحسين العلاقات من خلال إعلان موقف إيجابي واضح بهذا الشأن، مع العلم أن أي هدف فعلي لم يتم تحقيقه من خلال الحملة السياسية الأخيرة التي شنّها «المستقبل» ضد «حزب الله». وأكدت أن الحوار الوطني قد يشكّل وسيلة لإعادة فتح قنوات التواصل بين الطرفين جراء التدهور الحاصل على هذا الصعيد.

في المقابل، فإن أوساطاً نيابية في فريق 14 آذار، قلّلت من سقف توقّعاتها الإيجابية من الحوار الوطني، مشيرة إلى أن غياب بعض القيادات لا يجعل من الجلسة المقبلة على قدر التحدّيات الملقاة على طاولة الحوار، ولا سيما بالنسبة لإعادة تصويب مسار العلاقات ما بين «المستقبل» و«حزب الله» في ضوء معلومات عن احتمال عدم حضور الوزير المشنوق جلسة الحوار هذه. وأوضحت الأوساط نفسها بأن الأزمة السياسية قد تخطّت الحدود التي كانت مرسومة داخلياً، وذلك لجهة سقوط الخطوط الحمر في الحملات المتبادلة، حيث أن العوامل الإقليمية باتت تحضر بقوة في الأداء الداخلي، وتمنع أي تقارب أو تقاطع في المواقف، ولو بالحد الأدنى، بالنسبة لاستمرار تحييد الساحة المحلية عن التجاذبات القوية التي تُسجّل على خط العلاقات السعودية ـ الإيرانية.