IMLebanon

لنحتكم إلى اللعبة الديمقراطية

يشعر المراقبون والمحللون والمتابعون أنَّ الساعةَ الصفر للمعركة الرئاسية انطلقت مساء 18 كانون الثاني 2016، وليس في 25 أيار 2014. فالأمور باتت جديةً جداً ولم يعد هناك مكانٌ للمناورة لأنَّ عدة المعركة قد اكتملت، كما يقول أحد المخضرمين في الشؤون الرئاسية، ففي المحصِّلة لم يعد هناك كلامان، بل كلامٌ واحد أصبح في العلن:

رئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجيه ماضٍ في ترشيحه وهو أبلغ هذا القرار إلى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وقال كلمة مقتضبة جداً ولكنها معبِّرة جداً:

لن أتراجع، واللي بدّو منّي شي بيعرف عنواني.

رئيسُ تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون لم يعد يريد أن يُقال عنه إنه صانع الرؤساء، بل يريد أن يكون هو الرئيس، ولهذا حين أبلغه الوزير فرنجيه بترشيحه، كان جوابه:

ليس لدي خطة باء، هناك الخطة ألف وهي إنّني مرشحٌ.

لكن ما كان مستحيلاً تحقيقُه إلا باللعبة الديمقراطية، تحقق على يد الرئيس سعد الحريري، ولولاه لبقي ملف الإستحقاق الرئاسي يتنقَّل من موعد إلى موعد، ولو لم يبادر لَما توقف عدْ مواعيد الجلسات، من دون أي طائل.

إنَّ التاريخ يعيد نفسه ولو بعد سبعة وعشرين عاماً. عام 1989 كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري عرَّاب الإستحقاق الرئاسي، فكان إنتخاب الرئيس رينيه معوض، ثم الرئيس الياس الهراوي، واليوم الرئيس سعد الحريري هو عرَّاب هذا الإستحقاق، فهو الذي أخرج ترشيح الوزير سليمان فرنجيه إلى الضوء، وهو أيضاً الذي جعل مستحيل لقاء معراب ممكناً، بهذا المعنى فإن الرئيس الحريري هو الممر الإلزامي للوصول إلى قصر بعبدا مهما تعددت المتعرِّجات والطرقات سواء الواسعة منها أو الضيِّقة.

إذاً، وبعدما باتت الأمور جديَّة، ولم يعد هناك من مجال للمواربة ولا للتلوُّن، فإن لغة الأعداد والأرقام والبوانتاج هي التي ستسود:

العملية بدأت، وحين يتم الدخول في البوانتاج تكون مسألة البروفا الإنتخابية قد بدأت، بمعنى آخر، ولّى زمن المرشَّح الواحد والمرشح الضعيف، كما ولّى زمن وضع الحق على الآخرين، ولا حجة لعدم النزول إلى البرلمان، إذ أننا دخلنا في صلب اللعبة الديمقراطية، وإنْ حالفنا الحظ نشهد في الثامن من شباط القطبين المارونيين ينزلان إلى مجلس النواب بعد تأمين النصاب ب86 صوتاً، والإنتخاب بالنصف زائدأ واحداً، فهل وصلنا إلى الإستحقاق الرئاسي؟

إننا مع ترشُّح عون وفرنجيه والفائز يهنئ الآخر؟

أم أنَّه كثير علينا أن ننعم بتحقيق حلم ضائع منذ 605 أيام لتاريخ اليوم؟