Site icon IMLebanon

عرض عضلات… وانتهى أو بداية لمرحلة المفاجآت؟!  

مع أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب حدّد، في خطاب له أمس، هدف الضربة التي وجهها الى سوريا معلناً أنها «محدودة» في الزمان والمكان، إلاّ أنّ دويّها الكبير تجاوز نقطة حدوثها وتجاوز سوريا والمنطقة برمتها وراحت أصداؤه تتردّد في العالم قاطبة بين كثرة ضخمة مؤيدة وقلة متحفّظة أو معارضة.

إلاّ أن ما جمع بين ردود الفعل كلها، كان السؤال الآتي الذي تردد على كل شفة ولسان: وماذا بعد؟ هل إنتهت العملية هنا؟ هل لها تتمة؟ ما هو مدى إنعكاسها على «الهدنة» الأميركية – الروسية؟ ما مدى إمكان ردود تطاول مصالح أميركية (من سفارات وسواها) في أنحاء عدة من العالم؟

الأرجح ان ردود الفعل ستقف عند حدّ الإستنكار… السوري ليس في وضع يسمح له بأي حراك، والكبار عاجزون عن ذلك. أما الإيراني فسيحول الضربة الأميركية الى ورقة في المعركة الإنتخابية حامية الوطيس… والروسي قال أمس كلاماً أردفه بخطوة عملية ينوي اللجوء اليها: فبعد الإدانات المتكرر عن السيدة الجميلة زخاروفا وزملائها الناطقين بإسم هذا الموقع الروسي أو ذاك أعلن المتحدث بإسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف أن موسكو ستتخذ تدابير لتعزيز نظام الدفاع ضدّ الصواريخ في سوريا، وهي إشارة، ضمنية، للإستعداد للتصدّي لـ«صلية» جديدة من الصواريخ قد ترشق واشنطن بها موقعاً ما في سوريا، مع أن هذا الإحتمال مستبعد في الوقت الراهن على الأقل.

وكان لافتاً ما ضجّت به وسائط التواصل الإجتماعي مستعيدة تغريدة نشرها (المغمور آنذاك) دونالد ترامب على حسابه على موقع تويتر في 5 أيلول 2013 اثر تحذير سلفه الرئيس السابق باراك أوباما بتوجيه ضربات عسكرية الى سوريا (على خلفية السلاح الكيماوي في حينه) قبل أن يتراجع عنه بعد التوافق الأميركي – الروسي على إخلاء الكيماوي من سوريا الى الخارج … يومها قال ترامب: «مجدداً (أقول) لرئيسنا الفاشل جداً: لا تضرب سوريا، وإذا فعلت ذلك فإن أموراً سيئة للغاية سوف تحدث، ولن تحصد الولايات المتحدة الأميركية أي شيء من هذه المعركة».

أما الجانب الإيراني فقد هدد بلسان علاء الدين بروجردي بأن الضربة الأميركية على سوريا «سيكون لها تداعيات»… ثم كانت له مونة على روسيا، فأضاف يقول: «إن طهران وموسكو لن تقفا صامتتين».

إلا أن القيادة السورية لجأت الى القاموس للإستعانة بأوصاف تذم بها الأميركي: «انه عدوان جائر وسافر (…) وتصرّف ارعن غير مسؤول لا ينم إلاّ عن قصر نظر وضيق أفق وعمى سياسي وعسكري عن الواقع».

وسارعت حركة «أمل» الى استنكار الضربة في بيان صادر عن مكتبها السياسي… والإدانة تناولت بالتحديد «العدوان الأميركي السافر الذي إستهدف الشقيقة سوريا».

وهذا كله ظريف. ولكن هل فشّ ترامب خلقه وجاءته المناسبة ليؤكد ان ساكن البيت الأبيض اليوم هو مختلف كلياً عن الذي غادره بالأمس القريب؟!. وهل هذه الضربة هي مجرد استعراض أو انها بداية لمرحلة قد يُعرف كيف تبدأ ولكن لا يُعرف كيف تنتهي؟!.