ليت سماحة السيّد حسن نصرالله والقياديين في «حزب الله» يتبصّرون قليلاً في أن مناطحة الولايات المتحدة الاميركية ليست «تجارة ربّيحة»، وليتهم يقتدون بالعبر التي استخلصها صديق سماحته الصحافي الكبير المرحوم محمد حسنين هيكل الذي توصل الى خلاصة في مرحلة الخلاف بين جمال عبدالناصر والاميركيين، وهي أنّ أميركا مثل «الثور الهائج» الذي لا يمكن منازلته.
بل ليت سماحة السيّد وأركان قيادته يأخذون العبرة من المفاوضات الاميركية – الايرانية التي استمرت عشر سنوات ذاقت خلالها إيران، ولا تزال تذوق حتى اليوم، الأمرين جراء التدابير الصارمة في العقوبات التي فُرضت على الجانب الايراني ما دفعه الى أن ينقاد صاغراً الى «بيت الطاعة» في نتيجة تلك المفاوضات المضنية التي آية ما انتهت إليه هو أنه ممنوع على الايراني إنتاج السلاح النووي، وأنّ استخدامه الطاقة النووية للأغراض السلمية سيكون خاضعاً للرقابة الخارجية الصارمة.
لذلك فإنّ مواجهة أميركا في مسألة التدابير المتعلقة بفرض العقوبات على «حزب الله»، لن يكون لهذه المناطحة سوى إلحاق الضرر الكبير بلبنان، ما يعرّضه لمخاطر ليس في مقدوره أن يتحمّل تداعياتها.
لذلك فإنّ هذه المواجهة محكومة سلفاً بالخسارة ليس للحزب وحده بل للبنان كله، فهل هذا ما يريده سماحة السيّد؟
لقد سبق لسماحته أن أعلن أنه ليس للحزب أي علاقة بالمصارف، فلا أموال مودعة ولا مَن يودعون… فإذا كان الأمر كذلك فلماذا هذه الهمروجة المفتعلة؟ ولماذا قامت قيامة الحزب ولم تقعد بعد؟!. ولماذا «فشّة الخلق» بحاكم مصرف لبنان؟!.
وسؤال أخير: مَن هو صاحب القرار في «حزب الله»، سماحة السيّد أو الجناح العسكري؟!.