Site icon IMLebanon

تقلص مجالات الحكي والتوقعات؟!

فيما يستمر رئيس تيار المستقبل سعد الحريري في سعيه الى بلورة موقف سياسي موحد من المرشح الرئاسي العتيد، فان مصادر مطلعة تقول ان الاسم الذي رست عليه الاتصالات قد اصبح في حكم المنتهي، ولم يعد من مجال لاعادة نظر بالنسبة الى المواصفات الشخصية والسياسية، حيث لا بد من القول ان التسمية  لن تكون مفاجأة لان البحث الجاري يهدف الى تكريس معادلات رئاسية تمنح الرئيس مزيدا من الاصوات التي تعزز موقعه وتكسبه مناعة في وجه اي اعتراض يمكن ان يصدر عن جهة من الجهات، خصوصا من جانب الطائفة التي يمثلها والخط الذي عليه ان يسير فيه؟!

الذين مع وجهة نظر الرئيس الحريري يدركون صعوبة المهمة التي ندب نفسه لاجلها، ليس لان الخيارات تبدو صعبة ومستحيلة في آن، بل لان المطلوب من الرئيس ان يتعاطى بشفافية مع الامور المطروحة في مجال العملية السياسية التي عليه التعاطي بها، بنوع من الثقة بالنفس وكي لا يقال لاحقا ان عليه ان يلبس ثوبا رئاسيا يليق بالجميع الا به، لاسيما انه سيكون مطالب بلعب دور متوازن مع مختلف الافرقاء، ان لجهة ما هو مطلوب محليا بما في ذلك ما هو مطلوب اقليميا، تجنبا لمحاذير اتخاذ مواقف غير مطلوبة منه لرعاية الشأن اللبناني العام، مع العلم ان الذين مع وجهة النظر هذه يتطلعون الى رئيس من عيار الذي يعرف اين يضع خطواته والى اين يمكن ان توصله (…)

صحيح ان الرئيس الحريري يخطط لان يكون في مقدم داعمي الرئيس العتيد، لكنه يعرف تماما انه لن يكون وحده المطلوب منه ان يدعم رئيس الجمهورية ويسير معه في المسالك الصعبة، حيث لكل سياسي وجهة نظر لا يمكن ان يجيرها لسواه في مجال العملية السياسية التي من الضروري ان تنطلق بين اغلبية واقلية. لذا ثمة من يجزم بان لا مجال لارتكاب اي خطأ في عملية تبادل المصالح الى حد الاعتراف ان كل ما على الرئيس ممارسته، هو التحسب لمن معه واخذ الحيطة والحذر لمن ليسوا في المجال الذي يسمح لاحد بارضائهم (…)

والاصح بالنسبة الى كل ما تقدم ان من الصعب ارضاء للسياسيين في لبنان، لاسيما ان هناك من يصر على تقديم مصلحته على ما عداها، وهؤلاء اكثر من الهم على القلب، خصوصا ان مجالات التعامل معهم ستكون اصعب بكثير من الذين يرضون بالقليل، بحسب ما عكسته دلالات البعض ازاء التغيير الذي طرأ على اسماء بعض المرشحين، ظنا من هؤلاء ان لا مجال لصرف النظر عن التعاطي معهم طالما انهم على قيد الحياة فضلا عما يظهر من هؤلاء من استعداد للتحدي الذي يتصورون انه من ضمن ثقلهم السياسي والشعبي الذي قد يكبل كل من يمكن له ان يتعاطى معهم بشكل منطقي؟!

ويقال في هذا الصدد انه في حال رست اللعبة السياسية على من ليس بوسعه ان يكون قد الحمل الرئاسي، فان احدا لن يستطيع ان يعطيه صوته ويستمر في السير معه مهما كانت الحجة التي سيصدر اسمه عنها، لانه سيتحول الى عبء سياسي يفيد خصومه قبل اصدقائه، وهذا من ضمن ما هو محسوب بدقة في مجال اكتساب الثقة بالنفس حيث لا بد عندها من القول ان الامور لا تزال تحتاج الى مزيد من التهيئة السياسية وكأن الذي سيأي الى قصر بعبدا يتطلب رعاية قد لا يعرف كيف يستفيد منها في حال لم يعرف اقتناص الفرص التي تقرب  الناس منه وتجنبه مخاطر البحث عما لا يرغب فيه؟!

وطالما ان لا مجال امام الكثير من الخيارات في سياق السباق الرئاسي، فان معظم  الذين رشحتهم المراجعات قد لا يصل اي منهم الى قصر بعبدا، من هنا يقال ان الرئاسة لا تزال في علم الغيب ان لم نقل في علم قلة قليلة تعرف كيف تفك رموز الحال السياسية ذات العلاقة بالاستحقاق الرئاسي، خصوصا ان من تعاقب اصحاب المصالح على تسميتهم قد لا يصل احدهم، الامر الذي يعزز عوامل الرفض الذي تقابل به بعض الاسماء على رغم قلة عدد هؤلاء من بين اقل من ثلاثة – اربعة اسماء يحتاج كل واحد منهم الى من يضرب في الرمل لمعرفة الخلاصة الرئاسية الجدية من بيت هؤلاء، الامر الذي يزيد من تعقيد مهمة من يختار (…)

من حيث المبدأ فان النتيجة الحتمية لمساعي الرئيس سعد الحريري تقول صراحة ان من الضروري التقاط الانفاس قبل ان يتحدد اسم الرئيس العتيد، لانه في النتيجة هناك اكثر من اسم، ما يجعل المهمة صعبة بل مستحيلة، لاسيما ان الوقت اصبح داهما بالنسبة الى جميع المعنيين الذين يجدون انفسهم في وضع صعب لان مجالات الحكي لم تعد متوفرة مثلما حصل على مدى سنتين وثلاثة اشهر من عمر الازمة؟!