شكل المطلب الموحد للتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية من اجل مشاركتهما في الجلسة التشريعية، محط أنظار القوى السياسية حينها وبقي هذا الاهتمام قائما عن مدى تعاونهما في موازاة نقاشات في الاوساط المسيحية عما حققاه في مطالبهما المشتركة من مكاسب عملية في موازاة حسابات غير فرقاء سياسيين كانت تعنيهم عدة بنود على الجدول، بعيدا عن لائحة القوانين النقدية التي ربحها بهدوء حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة وكذلك القطاع المصرفي نتيجة طلب المجتمع الدولي لها.
لا تقلل اوساط مسيحية واُخرى محيطة برئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون من حجم الإنجاز الذي تحقق نتيجة توافق عون ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع وانضمام رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل من زاوية مغايرة الى هذا المحور، بحيث استدعى الامر التوقف امام الرفض المسيحي، واستلزم وساطة رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري وتجاوب رئيس مجلس النواب نبيه بري مع صيغة الاول لتأمين الغطاء المسيحي، بحيث بات حاليا مفتاح المجلس النيابي مع الحريري بعدما ربط عمل المجلس ببند اقتراحه.
وتقر الاوساط ذاتها بانه لا يمكن ادراج قانون الجنسية في خانة الانتصار قياسا الى مكاسب الآخرين وإرجاء البت بقانون الانتخاب الى مرحلة لاحقة لن تكون الا بعد أشهر عدة تسبق موعد الاستحقاق هذا، اذ فيما خص مسألة الجنسية تتابع الاوساط على القوى المسيحية اذا ما كانت جدية ولم تطرح الموضوع من باب المزايدة، ان تباشر تواصلها مع المغتربين من المحطةالتي وصلت اليها المؤسسة المارونية للانتشار حيث كان لرئيسها الوزير السابق ميشال أده مجهود كبير في هذا الشأن، إذ اسس 18 مركزا في الاغتراب وان وزير الخارجية جبران باسيل احتضن هذه القضية.
اما على صعيد قانون الانتخابات فتتوقع الاوساط توصل عون وجعجع الى صيغة مشتركة،بحيث بات اتفاق النوايا منبعا للاتفاق على ملفات عدة نظرا لانتفاعهما منه،اذ قد حقق عون من هذا التفاهم غطاء جديدا له الى جانب الغطاء الشيعي نظرا لحجم القوات اللبنانية السياسي -الشعبي، وجذب جعجع الى جانبه مسافة صغيرة لكنها لا تبعده عن حليفه تيار المستقبل، وكذلك ربح رئيس القوات الذي كانت لديه مروحة أخصام تتوزع بين عون والجميل ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية والمستقلين المسيحيين وبذلك أضحت العلاقة بين الرابية ومعراب بالنسبة لجعجع توطئة لاحتمال تحالفات قد تجمعهما في زحلة او البترون او المتن الشمالي او كسروان، بحيث لا يفوز عندها الا مرشحوهما، وطبعا تتابع الاوساط لن تنسحب هذه التحالفات على جزين على سبيل المثال نظرا لقدرة التيار على الفوز بمقاعدها دون الحاجة لأي قوى مساندة كما هو حال القوات في بشري. لكن التحالفات قد تحصل في مناطق كان الفارق فيها عدة آلاف بحيث يأتي تحالفهما مكملا لبعضهما وكافيا لفوز لائحتهما.
وتعود الاوساط الى النتيجة التي أفرزها توافق عون وجعجع لتقول انه رغم تواضع المكسب المعنوي لكنه في الوقت ذاته حمل رسالة بان تجاوز المسيحيين غير ممكن وهو واقع سيدفع عون وجعجع للتحالف انتخابيا.
ومن المفترض ان يوازي هذا الواقع وفق المراقبين سعي عوني – قواتي في اتجاه حماية الحضور المسيحي في المؤسسات وتشجيع ابناء هذه البيئة للدخول اليها لكون ما يحصل من تضييق على عدد من كبار الموظفين واقتناص لمواقع مسيحية يدفع لتقلص هذا الحضور وعدم تشجيع المسيحيين للانخراط في الدولة ومغادرتها بتدرج متصاعد ….