IMLebanon

صيدا تسأل بهيّة عن سعد

«أعان الله قلب الست بهية كم يتحمّل». تفرك السيدة، في صيدا القديمة، يديها بقلق وتوتر. تحمل همّ النائبة بهية الحريري والعائلة بعد استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري. تلك السيدة ومناصرون كثر لتيار المستقبل في صيدا يظنون أن خطوة الحريري «قطعت الطريق أمام عودته إلى الحياة السياسية في لبنان». مجدداً، ينحصر التمثيل الأزرق والعائلي في بوابة الجنوب بسيدة مجدليون. المرة الأولى عند اغتيال شقيقها الرئيس رفيق الحريري عام 2005، والثانية عند إسقاط حكومة ابن شقيقها سعد عام 2011، والثالثة أول من أمس.

 

مسقط رأس آل الحريري كان دوماً على قدر الآمال الزرقاء في الاستحقاقات النيابية والبلدية التي تلت اغتيال الحريري. إلا أن الخيبات المتلاحقة المالية والسياسية انعكست على حجم ردود الفعل على الاستقالة وشائعات التهديد بالاغتيال، خلال اليومين الماضيين. في يوم الغضب عند إسقاط حكومة الحريري قبل ست سنوات، اشتعلت صيدا احتجاجاً. المسؤولون المحليون للتيار قادوا تحركات أنفقت عليها أموال طائلة لقاء انتشار مجموعات قطعت الطرقات وأشعلت الإطارات ورفعت اللافتات المستنكرة وأجبرت المحال على الإضراب.

 

 

المؤكد أن الأمين العام لتيار المستقبل لم يكن على علم بالاستقالة

 

دامت الاحتجاجات الميدانية أياماً عدة على وقع: «قومي يا صيدا قومي، سرقوا منا الحكومة». أما عندما أسقط الشيخ سعد حكومته بنفسه، تقلّصت الحركة في السوق التجاري وسادت حال من الحذر، فيما كان المسؤولون المحليون يحشدون المناصرين ويدعونهم إلى التجمع عصراً أمام مقر النائبة الحريري لتنفيذ وقفة تضامنية. ولم تُدلِ الحريري أو أي مسؤول التيار في صيدا ببيان يطمئن قلوب المناصرين ويضع حداً للضياع.

بحسب مصادر قريبة منها، استقبلت الحريري عدداً صغيراً من المناصرين، فيما اعتذر المحيطون بها عن عدم استقبال الحشود والاتصالات بسبب تعرّضها لوعكة صحية. المصادر أكدت أن الحريري لم تشفِ غليل الاستفسارات عن سبب الاستقالة، وأنها لم تكن على علم مسبق بها، رغم إحاطة نجلها نادر الحريري بابن خاله، في كل شاردة وواردة، كمستشار ومدير مكتب. إلا أن علمه المسبق «ليس محسوماً. فهو موجود في لبنان و لم يسافر معه إلى السعودية ليل الجمعة». المؤكد أيضاً أن الأمين العام للتيار أحمد الحريري، شقيق نادر، لم يكن يعلم، إذ كان يشارك في مراسم عزاء لأقرباء زوجته في مدينة صور، عندما تبلغ الخبر. بحسب شهود عيان، كان الوجوم والصدمة باديين على وجهه، قبل أن يكرر على مسامع سائليه السبب: «استقال قبل أن يغتالوه»، علماً بأن والدته نقلت للمقرّبين منها أجواءً إيجابية عن نتائج الزيارة ما قبل الأخيرة للحريري إلى الرياض وارتياحه لمسار حكومته والمشاريع التي سيقوم بها.

ماذا عن تواصل العائلة مع رئيس الحكومة بعد انتشار الشائعات عن وضعه في الإقامة الجبرية؟ أكدت الحريري أمام زوار أنه «بخير وموجود في منزله الخاص في الرياض»، وأنها على تواصل دائم معه. وعن عودته، تستمهل لترقب ما سيحدث في الأيام المقبلة.

 

من جهته، انتقد رئيس التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد خطوة رئيس الحكومة المستقيل في الشكل والمضمون. سعد الذي يرشّحه مناصروه لرئاسة الحكومة، دعا إلى التسريع في الدعوة إلى إجراء استشارات نيابية لتكليف حكومة جديدة وإجراء الانتخابات النيابية.