ساد الاعتقاد أخيراً بأن ترشح النائبة بهية الحريري، بالأصالة أو بالوكالة، سيكون أبرز المفاجآت الانتخابية في صيدا قبل إقفال باب الترشيحات الثلاثاء المقبل. إلا أن المفاجأة جاءت من جزين بإعلان النائب إبراهيم عازار تحالفه مع نبيل الزعتري. الأخير راج اسمه صيداوياً في الأشهر الأخيرة بعدما بدأ حملته الانتخابية كمرشح توافقي لرئاسة بلدية صيدا في الانتخابات البلدية المقبلة. أما نيابياً، فقد برز اسمه عندما استضاف اجتماعات تفاوضية بين موفد للرئيس نبيه بري والمرشح عن صيدا عبد الرحمن البزري للبحث في تشكيل لائحة تجمع البزري مع عازار (عضو كتلة التنمية والتحرير ومرشح بري عن أحد المقعدين المارونيين في جزين). وقد ترك البزري الباب مفتوحاً للقبول بالعرض، قبل أن يميل لاحقاً إلى رفض الانضمام لحلف مع عازار. وهو أبلغ «الأخبار» سابقاً أنه يبحث مع النائب أسامة سعد التحالف في لائحة واحدة أو لائحتين بحسب ما تفرضه الحسابات الانتخابية.
وفي خطوة لافتة، وجد بري سريعاً بديلاً للبزري، وحجز أول لائحة في دائرة صيدا – جزين. علماً بأن لائحة واحدة جمعت عازار وسعد في انتخابات 2018، بدعم من ثنائي أمل وحزب الله.
عن سبب التحالف المستجد، قال عازار لـ«الأخبار» إن البزري «لم يقرّر حتى الآن ماذا يريد أن يفعل؟»، مستغرباً تردده في الموافقة على عرض بري، مشيراً إلى أن «أمامنا استحقاقاً داهماً ولدينا أصدقاء كثر». وأكد عازار أن «هناك اتفاقاً حاسماً بين أمل وحزب الله على أن تصب أصوات الثنائي لصالح هذه اللائحة ولن يتم توزيع الأصوات في هذه الدائرة». فيما أشارت مصادر إلى أن الحزب قد يوزع أصوات جمهوره بين لائحتي عازار والتيار الوطني الحر لإرضاء حليفيه. علماً أن التيار لم يحسم بعد أسماء مرشحيه أو تحالفاته، مع أرجحية لإعادة ترشيح أمل أبو زيد وزياد أسود عن المقعدين المارونيين وسليم الخوري عن المقعد الكاثوليكي في تكرار لمشهد انتخابات 2018. أما في ما يتعلق بهوية الشريك الصيداوي، فلا تزال الاتصالات جارية بعد رفض سعد من جهة، وتحفظ البزري والجماعة الإسلامية (شريكي لائحة 2018) من جهة أخرى.
إلى ذلك، أشارت المصادر إلى أن الجماعة «قد تتجه إلى المقاطعة في حال لم تجد شريكاً صيداوياً أو جزينياً يؤمن لها الربح المضمون. إذ لا تريد تكرار تجربة الانتخابات الماضية عندما استفاد العونيون من رصيدهم ورصيد البزري الذي ساعد في فوز أسود والخوري و خسّرهما». وفي حال استمر البزري في خياره بالتحالف مع سعد صيداوياً، ينبغي البحث عن شريك جزيني يمكنه تأمين الحاصل الضروري، في ظل إصرار سعد على التحالف مع قوى المجتمع المدني حصراً.
مفاجآت أمس لم تسلب وهج مجدليون. الأنظار تشخص إلى اليوم الأخير من مهلة تقديم الترشيحات الذي سيحسم مصير ترشح النائبة الحريري شخصياً أو ترشيحها شخصيات محسوبة على العائلة وتيار المستقبل. فيما لفتت أوساطها إلى أن محاولات إقناع الرئيس سعد الحريري بالموافقة على ترشحها في صيدا لا تزال تجرى.