تتميز دائرة صيدا – جزين عن غيرها من الدوائر خصوصاً من ناحية التحالف بين الافرقاء ونتائج الانتخابات، لانها تحمل في طياتها بعض الاسماء الجديدة وتلغي اسماءً اخرى، بعد دمجهما ضمن دائرة واحدة لجهة التنوّع المذهبي والسياسي، إذ تتضمن الدائرة المذكورة خمسة مقاعد موزّعة على الشكل الآتي : اثنان للموارنة واثنان للسنّة ومقعد كاثوليكي . ومع اقتراب الاستحقاق الانتخابي تستعد هذه الدائرة للمعركة من خلال الماكينات الانتخابية للاحزاب الموجودة فيها.
الى ذلك تنقل مصادر جزينية مطلّعة على اللوائح التي تحضّر أن لائحة «التيار الوطني الحر» باتت شبه مكتملة، بعد ان انتهت الاشكالات الانتخابية ومنها حسم ترشيح النائب زياد اسود الذي ساءت علاقته بالتيار، وتحديداً بالقيادة الحزبية وببعض المقرّبين من رئيس الجمهورية الى ان حلّت الاشكالات منذ فترة وبات أسود مجدّداً على لائحة التيار الانتخابية.
وبالنسبة للمقعد الكاثوليكي الذي تمثل على مدى سنوات بالنائب عصام صوايا الغائب الدائم، والذي سجّل نقطة سوداء للتيار في جزين، فقد استبدل بمرشح وصفه التيار بالناشط هو جاد صوايا الذي يعمل منذ سنوات في القضاء ويقوم بالخدمات.
انطلاقاً من هنا تبرز الخلافات العونية – القواتية بحسب المصادر الجزينية المذكورة، التي تشير الى ان التوتر كبير بين التيار الوطني الحر والقوات، حتى وصلت الامور الى إقصاء المسؤول القواتي في جزين جوزف عازوري واستبداله بآخر من آل سمعان، لان عازوري كان متعاوناً مع العونيين، لكن القاعدة القواتية في المنطقة متمسكة فقط بمرشحها عجاج حداد، بحيث بات عدم التحالف واضحاً لان الرسالة وصلت الى القوات ، خصوصاً بعد ان فتحت الدروب بقوة على خط التيار الوطني الحر وتيار المستقبل من خلال دعم ترشيح النائبة بهية الحريري على لائحة التيار العوني عن المقعد السنّي في صيدا، فيما يؤيد الناخبون السنّة المتطرفون في المدينة ترشيح الرئيس فؤاد السنيورة المضطهد منذ فترة من قبل رئيس الحكومة سعد الحريري. في حين يبرز المرشح عن المقعد السنّي الثاني في صيدا النائب السابق اسامة سعد على لائحة ابراهيم عازار المدعوم بقوة من الرئيس نبيه بري وابناء الطائفة الشيعية في جبل الريحان . مع الاشارة الى ان عازار لم يشكل كامل اللائحة ولديه مشكلتان من ناحية تأمين مرشح كاثوليكي ومرشح ماروني ثان على لائحته.
وتتابع هذه المصادر بأن القوات اللبنانية تعمل ايضاً على تشكيل لائحة لكن بصعوبة ، اذ لم يظهر ضمنها لغاية اليوم سوى المرشح الكاثوليكي عجاج حداد، لانها تصطدم بعقبات كثيرة منها صعوبة التحالف مع العونيين وتيار المستقبل والمستحيلة مع اسامة سعد وحركة أمل وحزب الله، لكن من الممكن التعاون مع العائلات الجزينية البارزة.
وتلفت الى ان رئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري سيشكل لائحة الى جانب العميد المتقاعد صلاح جبران، اي ان اربع لوائح ستعلن قريباً في دائرة صيدا – جزين. معتبرة أن المعركة الكبرى ستكون على المقعد الماروني الثاني في جزّين، وتحديداً بين رئيس الجمهورية الذي يدعم لائحة التيار، ورئيس المجلس النيابي الداعم منذ سنوات للمرشح الدائم في جزين ابراهيم عازار الذي سيحظى بالتأكيد بأصوات الشيعة.
ورأت المصادر عينها أن حظوظ رئيس التنظيم الناصري أسامة سعد مرتفعة جداً هذه المرة، اذ يعتبر من أبرز اللاعبين السياسيين في هذه الدائرة، فضلاً عن حظوظ عازار المرتفعة ايضاً. وختمت بأن زوال فريقي 8 و14 آذار قلبت كل المقاييس وأوجدت تحالفات غريبة عجيبة ستشكل مفاجآت قوية في عدد كبير من المناطق اللبنانية.