Site icon IMLebanon

صيدا كيف؟

على مدى 11 سنة مرت منذ الاغتيال عام 2005 اعتادت صيدا ولا تزال على احياء ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري واستحضار مواقفه وانجازاته واجراء جردة وتقويم لأحداث السنوات التي اعقبت الاغتيال وانعكاسات الجريمة على المدينة والوطن.. وفي الوقت نفسه التأكيد على متابعة المسيرة.

اليوم ثمة ما يميز المناسبة في عاصمة الجنوب.. رفيق الحريري يطل على المدينة مبتسماً ومعبرا عن حبه لها بقلب وسؤال: صيدا كيف؟

هي صورة متوّجة بابتسامة صاحبها وبسؤاله عن مدينته، رفعتها مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة على بعد ايام منذ الذكرى الحادية عشرة لزلزال 14 شباط.. يستقبل الوافدين اليها عند مداخلها، ينظر الى ساحاتها وشوارعها وابنيتها.. مطمئنا الى ناسها الطيبين.. يسألهم عن حال المدينة التي أحب.. تماما كما اعتاد ان يسأل عنها في حياته.. 

هي رسالة حب لصيدا من عاشقها لم تكتب اليوم وانما كتبت بتجربة انسانية رائدة بدأها الرئيس الشهيد قبل اربعة عقود انطلاقا من مدينته لتعم كل الوطن، لكنها ترسخت اكثر في الأرض التي زرعت فيها، فكانت كما الشجرة الطيبة تستمد من ارضها ومن القيم التي ارتوت بها، الايمان والقوة والثبات والعزيمة التي جعلتها تنمو وتكبر وتزهر وتثمر ويعم خيرها حيث امتدت اغصانها وظللت اوراقها..

ورغم الغياب المدوّي لصاحبها بقي حاضرا برسالته التي استمرت مستلهمة الارادة والعزيمة من القيم والثوابت الانسانية والوطنية التي كانت عنوانا لنهج وعمل الرئيس الشهيد.. واستمرت معها مواسم الزرع والحصاد على بيادر المدينة والوطن، تربية وتنشئة للأجيال وانماءً وتنمية في خدمة الانسان والمجتمع.. وكان لكل محطة من محطات هذه الرسالة ظروفها واولوياتها وعنوانها بالنسبة لصيدا التاريخ والموقع والدور والانسان الذي كان بالنسبة لرفيق الحريري في رأس الأولويات.. وبقي كذلك لمؤسسته.. 

صيدا كيف؟ ارادته مؤسسة الحريري سؤالا يستحق التوقف عنده والنقاش حوله، ودعوةً لتقييم ومراجعة حقيقية لحقبة من تاريخ المدينة الحديث..مسيرة اربعة عقود بكل ظروفها وأبعادها، بكل انجازاتها واخفاقاتها.. للإنطلاق منها في فهم الحاضر بكل واقعيته واستشراف المستقبل بكل تحدياته.. لتكون التجربة كلها برسم أجيال اليوم والغد.. 

سأل رفيق الحريري: صيدا كيف؟

بماذا ستجيب؟ ومن اين ستبدأ الإجابة؟.. وكيف؟

أسئلة اخرى برسم المدينة كلها.