تحتدم المعركة الانتخابية في دائرة صيدا – جزين، على مسافة شهرين من موعد إجرائها في 15 ايار المقبل، وقبل أسبوعين على إقفال باب تسجيل اللوائح رسمياً في 4 نيسان، في ظل التعقيدات في التحالفات وحظوظ الفوز بالمقاعد الخمسة، وهي مقعدان سنيان في مدينة صيدا ومقعدان مارونيان وآخر كاثوليكي في قضاء جزين.
اللافت انه رغم التنافس الشديد واحتدام المعركة الفاصلة على الصوت الواحد لتأمين الحاصل او أكثر، المزاج الشعبي يبدو منقسماً بين متحمس او مستنكف او غير مبالٍ وحتى مقاطع، ولكلّ اسبابه، حيث ترجح اوساط مراقبة لـ»نداء الوطن» ان تتراجع نسبة المشاركة بعدما تجاوزت في الانتخابات النيابية العام 2018 نسبة 49% وفي العام 2009 بلغت 54%. وفي قراءة الأسباب فان أبرزها:
– غياب تيار «المستقبل» عن المشهد الانتخابي بعد قرار الرئيس سعد الحريري تعليق العمل السياسي وعزوفه عن خوض الاستحقاق والتزام «العمة» النائبة بهية الحريري بذلك، وهو ما كان يجعل للمعركة الانتخابية نكهة خاصة لجهة شدة التنافس والرغبة بالفوز.
– شح العنصر المالي السياسي والانتخابي هذه الدورة لدى كثير من المرشحين، ولا سيما بين المستقلين مع الازمة الاقتصادية المالية ارتباطاً بالسحوبات من المصارف وتقييد السيولة، ووقف المساعدات العينية والغذائية والطبية والاجتماعية وسواها، بخلاف العادة في الموسم الانتخابي.
– استفحال الازمة المعيشية والاقتصادية الخانقة التي أرخت بظلالها على جوانب الحياة كافة وأثقلت المواطن وقد بات آخر اهتماماته اجراء الانتخابات من عدمها بعدما فقد الامل بحصول تغيير جدّي، خاصة مع ارتفاع الاسعار المتعلقة بالمحروقات وفعاليتها في هذه المعركة لا سيما في المناطق الجبلية او البعيدة.
– حلول شهر رمضان المبارك في نيسان المقبل، الشهر الفاصل قبل موعد الانتخابات حيث تكون الحملات على أوجها، بينما ينصرف ابناء المدينة الى العبادات والطاعات دون سواها، ما يجعل زخم الحملات الانتخابية تتراجع لصالحه.
– استمرار تداعيات جائحة «كورونا» وان تراجعت اعداد الاصابات والوفيات أخيراً، حيث قيدت كل التحركات الاحتجاجية والانشطة السياسية، وتقدم الهمّ الصحي للمواطن على ما عداه، وما زال مواطنون كثر يفضلون الالتزام بالاجراءات الوقائية وتفادي التجمعات الشعبية او الانتخابية.
في الشارع الصيداوي، يلاحظ ابناء المدينة عدم الحماسة، يراقبون من اجل حسم الخيار، ينتظرون ابرام التحالفات التي لم تنجز بعد، فالفراق السياسي انسدل هذه المرة على الانتخابي وهذا ما خلط الاوراق وزاد من تعقيدها، وترجم بالتأخر في رفع صور المرشحين، وبعدم وجود مكاتب انتخابية في الاماكن الرئيسية او الفرعية وبعدم البدء باللقاءات او التجمعات الانتخابية، حيث ما زال الامر يقتصر على زيارات مرشحين لفاعليات او اقطاب في هذه العائلة او تلك، او عقد لقاءات بين المرشحين انفسهم لعقد تحالف انتخابي في هذه المنطقة او تلك.
يذكر ان باب الترشيح الرسمي للانتخابات النيابية في دائرة صيدا – جزين، اقفل على 43 مرشحاً يتنافسون على 5 مقاعد (2 سنة في صيدا و3 في قضاء جزين)، منهم 20 مرشحاً في صيدا و 23 مرشحا في جزين (13 مارونياً يتنافسون على مقعدين، و9 كاثوليك يتنافسون على مقعد واحد)، وبينهم 3 مرشحات هم غادة ايوب ورنا الطويل وهانية الزعتري.