تشهد صيدا مثل بقية المناطق اللبنانية حماوة إنتخابية، حيث يحاول كلّ فريق التحضير جيداً لمعركة الإنتخابات البلديّة، بعدما إصطدم التوافق بعقبات عدّة جعلته صعب التحقيق.
«الحسابات السياسية الضيّقة حالت دون التوافق في بلدية صيدا»، بهذا الكلام يُعبّر المسؤول السياسي لـ«الجماعة الاسلامية» في صيدا الدكتور بسام حمود لـ»الجمهورية» عن الأجواء الإنتخابية.
وضمن هذه الأجواء ينوي الدكتور عبد الرحمن البزري العزوف عن الترشح لرئاسة البلدية حيث يطمح لمنصب نيابي. وهذا الأمر يدلّ على أنه لم يبقَ في الميدان إلّا لائحة الرئيس الحالي محمد السعودي الذي نجح خلال الولاية الماضية نتيجة دعم وتوجيه النائب بهية الحريري واحتضان تيار «المستقبل» ووقوف «الجماعة» عند رأيه.
يخوض السعودي الإنتخابات مدعوماً من النائب الحريري والرئيس فؤاد السنيورة وتيار «المستقبل» و»الجماعة الاسلامية». وقد قام بحركة مكوكية شملت «الجماعة» والبزري بعدما سمّاه «اللقاء التشاوري الصيداوي» لرئاسة البلدية ولاية جديدة، خصوصاً بعدما أثبت قدرته على الانماء والعمل لمصلحة صيدا في مجال معالجة وفرز النفايات وتحقيق الانجازات الإنمائية والخدماتية، وهو يسعى لإحداث التوافق.
وطلب السعودي موعداً من الامين العام لـ»التنظيم الشعبي الناصري» أسامة سعد الذي يتردّد حتى الساعة في لقائه. فإنّ الحسابات السياسية ضيّقت مسافة التوافق في صيدا، ولا بدّ لـ»التنظيم» أن يخوضها منفرداً، وتقول مصادره إنّ «معركة البلدية جزءٌ من معركة التغيير بعدما كان خاضها عام 2010 وحيداً ونال أصواتاً، لكنّها لم تمكنه من الخرق».
لم يسمِّ «التنظيم الناصري» حتى الآن رئيساً للائحته، وإن كانت مصادر صيداوية تقول إنه «لن يعود الى كاتب العدل السابق عبد الرحمن الانصاري كما في الانتخابات البلدية السابقة، حيث سلّمه رئاسة اللائحة. أما اليوم فهو يغازل آل دندشلي الذين يدورون في فلك التنظيم، وسيسند رئاسة لائحته الى عمر او مصطفى دندشلي». وتسأل المصادر: «هل أرادها التنظيم معركة كسر عظم مع «المستقبل» في البلدية كما في السياسة؟»
الجماعة الإسلامية أعلنت تأييدها للسعودي، ويوضح مسؤولها السياسي في الجنوب بسام حمود لـ»الجمهورية» أنّ هذا الدعم جاء «انطلاقاً من معطيات واقعية ونتيجة لتجربة سابقة مضى عليها 6 سنوات من عمر المجلس البلدي الحالي كان لممثلي الجماعة فيها الدور الإيجابي والفاعل والمشهود، وكانت نتائج العمل البلدي إيجابية وحققت نجاحات على المستوى التنموي والبيئي للمدينة.
وفي السياق انكبّت الجماعة على درس المرحلة المقبلة والبحث في تشكيلة اللائحة مع السعودي انطلاقاً من رؤيتها لطريقة العمل والتعاون وخوض الانتخابات، ولهذا فقد أنهت «الجماعة» تشكيل الماكينة الانتخابية الخاصة بها وباشرت العمل على استنهاض قواعدها وجمهورها استعداداً لهذا الاستحقاق».
من جهتها، إنكبّت النائب بهية الحريري على عقد لقاءاتٍ مكثّفة مع عائلات صيدا وفاعلياتها، فزارت «الجماعة الإسلامية» والتقت النائب علي عسيران حيث لآل عسيران الشيعة صوت مرجّح في المدينة، كما دأبت على لقاء مختلف العائلات في صيدا لإشراكها في وضع الخطط والدراسات لتكون صيدا مدينة بحجم طموحات أهلها وعائلاتها.
ولا تهدأ حركة الحريري لا في الليل ولا في النهار، وتُعتبر دارة العائلة في مجدليون خلية نحل تعجّ بالزوار، حيث تلتقي الجميع وتقف على آرائهم وتسجّل ملاحظاتهم تمهيداً لتبنّيها من خلال المشاريع التي تحتاجها عاصمة الجنوب.
وفي هذا الإطار عقدت الحريري أمس لقاءً شعبياً في منطقة الصحابي شرحبيل بن حسنة- شمالي صيدا شارك فيه حشد من أبناء المنطقة، حيث استمعت الى المشكلات التي تعانيها هذه المنطقة على الصعد الحياتية والخدماتية وما يطمح اليه الناس من مشاريع وبرامج تلبي احتياجات أبنائها ولا سيما الشباب منهم لجهة فتح آفاق العمل والتطوّر لهم.
وتركّز الحريري على أنّ البلدية الحالية برئاسة السعودي هي أول بلدية تنجز استراتيجية إنمائية حقيقية مبنية على قواعد علمية وبالشراكة مع المجتمع المدني تحملها للناس وتشعر بها وتعيشها وتتابع تنفيذها مع المجلس البلدي المقبل»، مؤكدة «أننا حريصون على أن يبقى دور البلدية إنمائياً وتبقى بلدية للجميع كما كرّسها محمد السعودي».
بدوره، إستقبل أسامة سعد، البزري في مكتبه في صيدا، حيث أراد «التنظيم الشعبي» الزيارة بعيداً من الاعلام. وأكدت مصادر ناصرية لـ«الجمهورية» أنّ سعد «لمَس أنّ تحالفه مع البزري سيكون صعباً جداً خصوصاً أنه لم يحصل على جواب من الأخير خلال هذا اللقاء في ما يخصّ التحالف في هذه المعركة».
وتعتبر المصادر أنّ «تحالف سعد – البزري غير جدّي خصوصاً أنّ البزري ممثل في المجلس البلدي الحالي بثلاثة أعضاء مقرّبين منه هم: الدكتور محمد البزري، نزار حلاق والمهندس علي دالي بلطة».
وتشير المصادر الى أنّ «البزري طرح على سعد محاولة الوصول الى توافق مع السعودي خصوصاً أنّ النائب الحريري أعلنت في أكثر من مناسبة أنّ للسعودي الحرية في اختيار الأعضاء الذين سيكمل العمل معهم في المرحلة المقبلة»، مؤكدة أنّ سعد «اتخذ قراره بمواجهة لائحة السعودي منذ اليوم الأوّل لإعلان السعودي ترشّحه لولاية ثانية».
يتطلّع الصيداويون الى 22 أيار المقبل لقول كلمتهم، ويتوقعون أن يكون الاقتراع كثيفاً، فكم سيكون عدد المنتخبين من أصل 67 ألفاً مسجّلين على لوائح الشطب تقريباً في المدينة.