IMLebanon

بشائر

تباشير عيدي الميلاد ورأس السنة مواعيد خير إذا صحّت الإستعدادات:

فمن جهة يستعد تيار المستقبل وحزب الله الى إفتتاح حوارهما في التاسع والعشرين من شهر كانون الأول الجاري، ليودع اللبنانيون العام 2014 (عام الخيبات) ويستقبلون السنة الجديدة 2015 بكبير أمل… علّ وعسى.

ومن جهة ثانية يبدو التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية جادّين في الإتجاه الى حوار على مستوى القيادتين. وهذا في حد ذاته إنجاز ليس على الصعيد المسيحي (الماروني) فحسب بل أيضاً على مستوى الوطن كلّه.

الى هذين التطورين البارزين لفت أمس الإعلان عن تكليف تنظيم داعش شخصاً من عرسال ليتولّى المفاوضات في مسألة العسكريين المختطفين الذين يرتهنهم المسلحون في جرود عرسال (ضمن الأراضي اللبنانية!).

إستعدادات المستقبل وحزب الله يرافقها إصرار من قبل الطرفين على أن كلاّ منهما سيتجه الى عين التينة ليلتقي الطرف الآخر إنطلاقاً من رغبة أكيدة في التوصل الى حل يوقف التدهور الداخلي… نقول هذا من دون أي وهم في قدرة الجانبين على إجتراح العجائب… إنما يمكن توافقهما على «الحد الأدنى»… وهي الأمور التي لا يقوم خلاف جذري بينهما عليها. فلسنا نتوقع إن يتوصل حزب الله الى إقناع تيار المستقبل بالقبول بسلاحه، ولا بتأييد إنخراطه في الأحداث السورية. وفي المقابل لسنا نتوقع أن يتوصل المستقبل الى إقناع حزب الله بالتخلي عن السلاح وبالإنسحاب من سوريا. ولكننا، الى ذلك، نأمل في أن يتوصل كلا الحزب والتيار الى الإتفاق على النقط الآتية:

أولاً – ترك القضايا الخلافية جانباً… (السلاح والتوجه الى سوريا)، والإنطلاق الى تفاهم على القضايا الأخرى.

ثانياً – التفاهم على مبدأ الإنتخابات الرئاسية، والتفصيل الأساس فيها – (1) ضرورة المشاركة في جلسة الإنتخاب. (2) مدى إمكانية التوافق على مبدأ الرئيس (توافقياً  يكون أو حزبياً). (3) إذا أمكن التوافق على إسم وعدم ذكره قبل الرجوع الى الحليف الأساس لكل منهما… علماً أن هذين الحليفين (عون وجعجع) لن يكونا راضيين عن أي إسم يتوافق عليه حليفاهما الأكبران من دون الرجوع إليهما.

ثالثاً – وقف «الحرب الإعلامية» بينهما.

رابعاً- واستطراداً تخفيف الإحتقان السني – الشيعي الكبير (…)

أما إستعدادات الحوار داخل الصف المسيحي، وتحديداً بين الجنرال والحكيم فهي لا تقل صعوبة عن حوار المستقبل وحزب الله، إن لم تكن أكثر صعوبة. ولكن الزعيمين يعرفان إنهما يتوجهان الى حوار لن تقبل القاعدة الشعبية (ولا نقول المتنفعين فهؤلاء لهم شأن آخر)… نقول لن تقبل القاعدة الشعبية ولن تغفر أن ينتهي الى الفشل.

وعلى صعيد العسكريين المختطفين لدى «داعش» و»النصرة» فنحن نأمل في أن يكون إتجاه المسلحين الذين يحتلون أرضاً لبنانية ويختطفون عسكريين لبنانيين… أن يكونوا صادقين. وفي تقديرنا انه إذا صح أنهم بادروا الى الإتصال برجل من عرسال وكلفوه مهمة الوساطة هو مؤشر على أنهم محشورون، إذ ليس أمامهم سوى القتل… وهذا لن يوصل إلا الى المزيد من الغضب عليهم.