IMLebanon

الصمت يخيّم في معراب.. والحريري يشرح «ظروفه»

تعيش الاوساط السياسية المسيحية ما يشبه حالة «غليان سياسي» على إيقاع الكلام عن تسوية بانتخاب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، ومع ذلك تلوذ قواها الأساسية بالصمت.

هذا ما يفعله «التيار الوطني الحر» الذي يرفض نوابه الكلام في الموضوع.

وهذا ما تفعله «القوات اللبنانية» التي أوعزت الى مسؤوليها عدم التعليق على الموضوع بعد أن نفى مستشار رئيس الحزب العميد المتقاعد وهبة قاطيشه علم «القوات» بفحوى اللقاء الذي جمع الرئيس سعد الحريري بالنائب سليمان فرنجية، جازماً بأن «نواب القوات، ومهما حصل، لن ينتخبوا أيًا من حلفاء بشار الأسد والنظام الإيراني للرئاسة، حتى ولو تأمنت الأكثرية النيابية لانتخابه». الا أن الكلام «الرسمي» لـ «القوات» يبقى هو هو. «لا فيتو على احد. لن نقاطع جلسة انتخاب رئيس. لا ننتخب إلا من ينسجم مع مشروعنا».

تترك «القوات» و «التيار الحر» المجال واسعاً لانطلاق الاجتهادات في تحليل موقفهما وخطواتهما التالية. ويتركان المجال أوسع لمفاوضتهما والدخول معهما الى عالم الحسابات وموازين الربح أو الخسارة. للقبول بسليمان فرنجيه لائحة شروط طويلة، وحسابات معقدة يتداخل فيها الإقليمي بالوطني بالمناطقي بالحزبي لدى كل الأطراف.

طُرح اسم سليمان فرنجية «جديّاً ويجب التعاطي معه على هذا الأساس». هذا ما يؤكده وزير مستقل كان قد تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس سعد الحريري غداة اجتماعه بفرنجية أطلعه فيه على اللقاء شارحاً أسبابه وخلفياته، ومبرراً أن «انتخاب رئيس بات اكثر من ضرورة، سواء على المستوى الوطني أو في الشارع السني وواقع تيار المستقبل، او حتى على المستوى الشخصي». وقال «إن البلد على شفير الانهيار على كل المستويات، خصوصاً الاقتصادية والاجتماعية. وأن تيار المستقبل لا يحتمل مزيداً من الاستنزاف، فقاعدتنا الشعبية تتناتشها قوى مختلفة، وحتى وضعي الشخصي لم يعد يحتمل التأجيل، فسعد الحريري رئيس حكومة لبنان هو غيره سعد الحريري النائب وزعيم تيار المستقبل».

يتفهم السياسيون المستقلون مواقف الحريري اكثر من الاحزاب ذات الحسابات المعقدة. حتى ان الخصم «المحلي» لفرنجية، أي ميشال معوّض يقول بصراحة «أنا كابن رينه معوض، أتمنى انتخاب سليمان طوني فرنجية الزغرتاوي رئيساً للجمهورية. فانتخابه يقويّ كل الأفرقاء في زغرتا. وهو دعم رينه معوّض يوم انتخابه رئيساً برغم الخلاف السياسي».

لكن معوّض يضيف «للرئاسة حساباتها التي تتجاوز شخص سليمان فرنجية. فالأسئلة في هذا المجال كثيرة، ابرزها: اي نوع من التسوية نحن ذاهبون إليه؟ هل سنتفق على مبدأ حياد لبنان والنأي بالنفس عن أزمات المنطقة؟ فرئيس الجمهورية هو من يعكس سياسته ويعبّر عنها في كل المحافل الدولية. هل يطمئن فرنجية حزب الله ويعيده الى لبنان؟ وسط أي جو يأتي هذا الاتفاق؟ لا يبدو أن هناك مناخ حلٍّ إقليمي أو دولي. وليس فرنجية من يصنع الاتفاق، بل هو ممن يلتزمون به وبتطبيقه. وعلى الرغم من خصومتنا السياسية، لا بد من الإقرار بحقيقة أن فرنجية ممن يلتزمون بكلامهم. لكن الحل والتوافق أكبر من شخص سليمان. والسؤال هو عن الضمانات الإقليمية والدولية للتسوية. فبغياب الضمانات يمكن لأي حل أن يكون كارثياً وأن نذهب الى حال يشبه حال الحكومة الأقرب الى ربط النزاع وما ينتج عنه من تداعيات».

في مرحلة فقدان التوازن وتساوي الاحتمالات بين انتخاب فرنجية وعدمه، يبدو واقع القوى المسيحية مُربَكاً. يحاول الجميع بلورة الصورة في مرحلة يبدو فيها أن إنضاج الحل وانتخاب رئيس باتا على نار شديدة الحماوة، وفي الوقت نفسه قد يكونان أضغاث احلام ومصالح وتلفيقات.