Site icon IMLebanon

لم يعد السكوت جائزا  

 

… كي لا نقول: بات السكوت جريمة! لذلك نرفع الصوت عالياً بداية للتقدم بأمر العزاء من ذوي الأسرة المنكوبة التي فقدت ثلاثة شهداء، ليل أول من أمس، في الحريق الذي إندلع في أحد مباني منطقة الزيدانية في العاصمة.

 

ثم إننا لا نريد أن نأخذ بأقوال «الشهود العيان» حول من تلكأ من مؤسسات الإنقاذ والأطفاء،ومن لم يتلكأ، ومن تجاوب ومن لم يتجاوب، ومن وصل متأخراً… فقد يكون كل ما قيل صحيحاً، وقد لا يكون (…)

ولكننا نود أن نفتح الملف المتعلق بعمل الأجهزة المعنية بالإطفاء بدءاً بملف فوج الإطفاء في بيروت.

ونسأل انفسنا أولاً، وقبل أن نتوجه بالسؤال الى أصحاب الشأن:

1 – هل هذا الفوج مؤهل تأهيلاً عملياً حديثاً كاملاً؟ ومن هي الجهة أو المؤسسات أو المعاهد التي أهلته ؟ وما هي الخبرات التي أكتنزها الإطفائيون؟

2 – كيف يتم التوظيف في هذا القوة؟ على أي قاعدة؟

3 – ما هو برنامج التدريبات التي يخضع لها الإطفائيون؟

4 – من هم المدرِّبون؟ ما هي شهاداتهم؟ ما هي كفاءاتهم؟ ما هي (وأين) الدورات التي يخضعون لها؟

5- ما هي التجهيزات العملانية واللوجستية التي هي في حوزة قيادة وضباط ورتباء الفوج؟!

6 – كيف تتم الترقيات؟ وعلى أي قاعدة؟

7- هل دخلت التكنولوجيا الى الفوج؟ وهل تم تدريب الضباط والرتباء والعناصر على التعامل مع تكنولوجيا العصر؟ ومتى؟ وأين؟

8- (وهو الأهم) هل يُعقل أن يسقط شهيدان لفوج الأطفاء إختناقاً خلال التعامل مع حريق في مستودع (إذا لم تخنا الذاكرة) في مار الياس؟ وهل يعقل أن يسقط القتلى الثلاثة (أم وأبنها وإبنتها) في حريق مبنى الزيدانية؟

أليس ان سقوط خمس ضحايا في حريقين واجههما فوج الإطفاء، في مهلة زمنية غير متباعدة، يشكل كارثة حقيقية موصوفة؟!

ألا يرى فخامة الرئيس عون ودولة الرئيس الحريري ومعالي وزير الداخلية الزميل الصديق نهاد المشنوق أنّ الأمر يستحق وقفة ضمير أمام هول هذه الكارثة للبحث عن الأسباب وعن كيفية تداركها في المستقبل؟ ولتحميل المسؤولية لمن يجب أن يتحملها كائناً من يكون، ومهما كان نوع «التقصير» إذا كان ثمة تقصير! ولو شئنا أن نأخذ بكلام الشهود العيان لكان علينا أن نتحدّث ولا حرج عن التقصير الكبير… ولكننا لسنا ممن يستبقون التحقيق الذي «يجب»…(أجل يجب) أن يجرى بشفافية، وبنزاهة، خصوصاً بمسؤولية …فأرواح الناس ليست رخيصة سواء أكانوا شهداء في فوج الإطفاء أم كانوا مواطنين يقيمون في شقتهم!

نرجو بإخلاص ألا تمر هذه الحادثة الأليمة ببساطة، وكأنّ شيئاً لم يكن، وكأن أمّا وولديها لم يسقطوا في حريق ما كان يجب ان يسفر عن سقوط أي ضحية لو كانت المعالجة في اسلوبها السليم، وطبعاً السريع.

نقول ما قلناه أعلاه ونحن على يقين تام بأنّ أحداً ما في سدة المسؤولية «يجب» (تكراراً: يجب) أن يتحرك، لكي لا يقع شهداء وضحايا في كل حريق في بيروت.