ما حدث في أميركا في الانتخابات الرئاسية بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، وكانت الاستطلاعات أجمعت أنّ النجاح سيكون لكلينتون، وهي استطلاعات مبنية على دراسات وإحصاءات جدية… إلاّ أنّ النتيجة جاءت معاكسة وفاز ترامب.
قبل يومين كنا في جلسة دار فيها نقاش حول من سينجح في الانتخابات الاسرائيلية نتانياهو أو غانتس؟ لست أدري لماذا كان لدي إحساس بأنّ غانتس هو الذي سيفوز بالرغم من الدعم الاميركي غير المحدود لنتانياهو، خصوصاً أنّ أميركا قدّمت لنتانياهو هدايا كبيرة و»شعبية»: نقلت سفارتها الى القدس معترفة بها عاصمة أبدية لإسرائيل، واعترفت بخضوع الجولان للسيادة الاسرائيلية، بالرغم من ان «وديعة رابين» الشهيرة كانت تعترف بحق سوريا على الجولان ولم يكن الخلاف سوى على 8 أمتار لا غير.
على كل حال يبدو أنّ عصر الانترنت قد فعل فعله إذ لم يعد من مجال لأي محلل أو أي مؤسسة دراسات واستطلاع رأي.. ففي إسرائيل، كما في أميركا، جاءت النتائج عكس التوقعات.
في هذا الوقت، إذ يزور الوفد البرلماني اللبناني أميركا لمحاولة استيعاب تداعيات العقوبات التي فرضتها واشنطن على لبنان واللبنانيين… فإنّ الحقيقة تقتضي الإعتراف بأنّ كلام السيّد حسن نصرالله أمس لا يقدّم ولا يؤخر بالنسبة الى القرارات الاميركية، وهنا نقول لسماحة السيّد: إنّ روسيا، وهي دولة عظمى كأميركا، لم تستطع أن تقف في وجه العقوبات الاميركية وتعاني انهياراً متمادياً في عملتها، وتركيا دولة شبه عظمى والعملة التركية في انهيار كبير، ومن باب أولى إيران التي تواجه تدهوراً هائلاً في عملتها بسبب العقوبات.
ونسأل سماحته: ماذا تنتظر إيران للرد على العقوبات المفروضة عليها؟
وفي كلام سابق قال السيّد نصرالله إنّه لا يتعامل مع المصارف اللبنانية وأنّ أمواله تأتي من إيران… فلماذا هذه الحميّة في التصدّي للعقوبات ما دامت من دون تأثير عليه.
ونعيد تذكير السيّد بقوله الشهير «لو كنت أدري» التي كبّدت لبنان خمسة آلاف قتيل من الجيش وقوى الامن الداخلي والشعب والمقاومة و15 مليار دولار من الخسائر التي طاولت اللبنانيين جميعهم.
ونسأل سماحته: هل التهجم على السعودية هو لمصلحة لبنان؟ وتناسى ايضاً الـ500 ألف لبناني هناك الذين يرسلون خمسة مليارات الى ذويهم سنوياً.
ثم هل هي مصادفة ان يتوافق هذا الهجوم مع موسم الاصطياف، والمملكة سمحت لرعاياها بالمجيء الى لبنان… بينما دول أخرى لم تفعل ذلك…؟
الوضع اللبناني صعب كما قال الرئيس سعد الحريري أمس، فلماذا لا تخففوا عن اللبنانيين؟!.
وقد نفهم ان يكون هذا الكلام من سماحته لرفع المعنويات وهم بحاجة إليها… ولكن من موقع حرصنا على صورة المقاومة كنا نتمنى ان يبقى سماحة السيّد مترقباً ويعمل بصمت لأنّ هذه الأيام الصمت أبلغ من الكلام.
كما نفهم أنّ سماحته متضايق من التصنيف الاميركي للحرس الثوري… ولكن هل يجوز أن ننسى اللبنانيين ومصالحهم إكراماً لعيون قاسم سليماني؟!.
أخيراً أود أن أشير الى ان إسرائيل ضربت «حزب الله» في سوريا وقتلت مغنية ونجله وبدر الدين وجنرالات إيرانيين قياديين وقيادات في الحرس الثوري (…) والسؤال: ماذا كان رد المقاومة والممانعة وقائدتهما إيران؟!.
عوني الكعكي