في الوقت الذي ما زالت فيه العناوين السياسية الداخلية موضع تباين وانقسام بين كل الأطراف السياسية، وبعد مرور عام على الشغور الرئاسي، أسف عضو تكتل “لبنان القوي” النائب سيمون أبي رميا لاستمرار الفراغ الرئاسي، بسبب “عدم النجاح حتى اليوم في التوصل إلى توافق حول إسم مشترك، وذلك على الرغم من أن المجلس النيابي عقد جلسات انتخاب متتالية”.
ويؤكد أبي رميا لـ “الديار” أنه “وعند النظر من الزاوية الطائفية، وبحكم الشغور الرئاسي والواقع الذي تعيشه البلاد، من المؤسف أن المواقع المسيحية لم تعد مشغولة من قبل أشخاص ينتمون الى هذه الطائفة”، معتبراً أن الوضع يتطلب “نوعاً من الصحوة المسيحية أولاً، كما أنه وعلى المستوى الوطني ثانياً، لا نستطيع إهمال الاستحقاقات الدستورية، بل يجب احترام الدستور الذي ينصّ بطريقة واضحة وصريحة على المهل التي يجب احترامها، إن كان كمجلس الوزراء عبر تعبئة الشغور، وإن كان كمجلس نواب عبر القيام بواجبنا وانتخاب رئيس الجمهورية”.
وإزاء هذا الواقع وعلى مستوى العلاقات ما بين “التيار الوطني الحر” وحزب الله، يشير إلى أن “العلاقة مع الحزب قائمة على البنود العشر التي اتفقنا عليها في وثيقة التفاهم، وإن مرت ببعض المحطات لجهة التباين او الإتفاق الكامل، شأنها كشأن كل علاقة بين طرفين سياسيين في البلد، حيث نتقاطع معهم في بعض الملفات ونختلف في ملفاتٍ أخرى، ولكن حالياً لدينا همّنا الأساسي وهو التطورات في الجنوب، وقد بلّغنا عن رغبةٍ وتمنٍ بتحييد لبنان عن الصراعات لأننا دفعنا غالياً ثمن صراع الآخرين وحروب الآخرين على أرضنا”.
ويشدد على “التضامن إلى أقصى الحدود مع القضية الفلسطينية، ونرفع الصوت ضد المجازر التي يقوم بها العدو الإسرائيلي في غزة”، مشيراً إلى أنه “علينا أن نعرف كيف نحافظ على مصلحة لبنان الحيوية، لكن وفي حال تمادت إسرائيل وتخطت قواعد الإشتباك وفرضت على لبنان حرباً، لا سمح الله، سيكون موقفنا واضحاً، وهو التأكيد على وحدتنا الوطنية، وعلى التضامن بين بعضنا بعضا في مواجهة عدوان إسرائيل الدائم والغاشم على أرضنا”.
وعن احتمالات التصعيد مع استعار الحرب في غزة، يقول إن “كل شيء وارد طبقاً لما قد يحصل من تطورات على الأرض، حيث أنه من الواضح عدم وجود رغبة من الفريقين الإسرائيلي والمقاومة بالحرب، ولكن من الممكن أن تتدحرج الأمور بطريقة دراماتيكية في أي لحظة، إنما الثابت أن إرادة الحرب غير موجودة ولكن الجهوزية موجودة عند الطرفين، وإن كنا نتمنى ألا يحصل أي حادث يؤدي إلى تدهور الأوضاع وندخل إلى حرب، لأنها ستكون حرباً مجنونة في لبنان”.
وحول الحراك الديبلوماسي الغربي الناشط في بيروت، يرى أنه وفي “أي حراك يجب العودة إلى أصل القضية، فالحراك الديبلوماسي يركز على الهدنة ووقف إطلاق النار، بينما لا نستطيع أن ننسى أنه إذا وصلنا إلى الحرب، فإن السبب هو التساهل من المجتمع الغربي مع إسرائيل، لأن الغرب لا يتدخل إلاّ عند حصول حرب ويتناسى أن هناك شعباً فلسطينياً لديه حقوق، وبالتالي، على الحراك أن يركز جدياً على حل سياسي نهائي للشعب الفلسطيني، الذي يملك الحق في أن تكون لديه دولة وبأن يعود اللاجئون إلى وطنهم”.
وحول ملف النزوح السوري الذي يتابعه، يوضح أبي رميا أن “الإهتمام لم يتراجع لكن الظروف الموضوعية القائمة، خفّفت من تسليط الأضواء على هذا الملف، ولكن بحياتنا اليومية، فإن كل مواطن لبنان يعاني من تداعيات هذا النزوح”، مشيراً إلى “لقاء اليوم مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية النائب فادي علامة، من أجل التحضير برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري لتشكيل وفد نيابي لبناني يضمّ كل الأطراف للتوجه إلى البرلمان الأوروبي، بمطالب واضحة في ما يختصّ بموضوع النزوح”، وموضحاً أنه “ستكون له وفي هذا الملف بالتحديد إطلالات إعلامية لشرح المستجدات”.