لم تشكّل استقالة النائب سيمون ابي رميا من”التيار الوطني الحر” قبل يومين مفاجآة، اذ كان اسمه من ضمن اللائحة ” المغضوب” عليها من قبل رئيس “التيار” النائب جبران باسيل، وضمن الاسماء النيابية الاربعة الذين دخلوا الخط الاحمر، ففصل النائب ألان عون قبل ايام قليلة، ليتبعه النائب ابي رميا لكن من خلال طريقة اخرى اختارها هو عبر الاستقالة، وذلك بعد ساعات قليلة من اجتماع المجلس السياسي في “التيار”، الذي حذّر في بيانٍ من إجراءات ستستهدف كل من يخرج عن الالتزام الحزبي. الى ذلك اعتبر ناخبو ومناصرو ابي رميا أنّ استقالته اتت في محلها قبل ان يقيله باسيل، خصوصاً بعد علمه انه لن يكون مرشحاً على لائحة “التيار” في قضاء جبيل، لانّ باسيل اختار مرشحاً آخر مكانه، يترّدد أنه مسؤول جبيلي في “الوطني الحر” ومقرّب منه.
في السياق نقل بعض مناصري ابي رميا أنه تلقى تأييداً كبيراً على فعلته هذه منهم ، وقد عقد الاخير امس الاول اجتماعاً في منزله في بلدة اهمج، جمع عدداً من المسؤولين الحزبين والكوادر والمؤيدين، حيث سادت اجواء من العتب الكبير والاستياء من النائب باسيل، على إقالته عدد من النواب العونيين الذين ساهموا في تأسيس “التيار”، وابدوا اسفهم وفق ما نقل بعض الحاضرين من سياسة باسيل الداخلية، بدل قيامه بترتيب البيت العوني خصوصاً في هذه الظروف التي يمر فيها لبنان، واشاروا الى انّ اكثر من مئة حزبي في “التيار” قدّموا بطاقاتهم الحزبية الى ابي رميا، بهدف الاستقالة لانهم يرفضون ما يجري داخل “الوطني الحر”، سائلين لماذا كل هذا الحقد على بعض النواب المعارضين لسياسة يعتبرونها خاطئة؟، بدل تكريمهم على النضالات التي قاموا بها على مدى عقود من الزمن، رافقوا خلالها مصاعب “التيار” والاضطهاد الذي تعرّضوا له من الداخل والخارج، مستغربين موافقة الرئيس السابق ميشال عون على كل ما يقوم به باسيل حيال الرفاق.
واعتبرت مصادر قريبة من المعارضة العونية أنّ رئيس “التيار” يخطط للبعيد، لذا يقوم بفصل الرعيل الاول ويبحث عن طبقة من الجيل الجديد المؤيدة له.
ولفتت الى انه يرفض المحازبين القدامى، الذين يتصدّون لأي موقف يتخذه لا يكون مناسباً مع ما يعتبرونه سياسة “التيار” التاريخية، مذكّرة بأنّ الشكاوى ضد باسيل بدأت في العام 2010 حين بدأ يتخذ القرارات قبل ان يتولى المسؤولية الكبرى، وهذا ما اشتكى منه المؤسسون حينئذ، ومن ضمنهم اللواء عصام ابو جمرا الذي حذر مراراً من ذلك، لكن الشكاوى لم تلق اي قبول من قبل العماد ميشال عون في ذلك الوقت، كذلك الوساطات التي نشطت منذ فترة وجيزة لعدم نشر غسيل “التيار” على السطوح العامة وتفادي الاعظم، لكن كل هذه الوساطات لم تلق اهتماماً من باسيل وفق بعض الوسطاء، لانّ القرارات اتخذت بحسب ما قال لهم.