حماسة إنتخابية، شبان إنتشروا على الطرق منذ الصباح الباكر يُوزّعون اللوائح، زحمة مندوبين، إجراءات أمنية مشدّدة، ودعوات للمواطنين للنزول الى صناديق الإقتراع، مشهدٌ يختصر الأجواء الإنتخابية التي عاشتها سن الفيل أمس والتي إنتهت بفوز لائحة «سن الفيل نحو الأفضل» برئاسة نبيل كحالة..
عاشت بلدة سن الفيل يوماً إنتخابياً طويلاً في ظلّ منافسة محتدمة بين لائحة «سن الفيل نحو الأفضل» برئاسة رئيس البلدية الحالي نبيل كحالة المدعوم من نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب ميشال المرّ وحزب الكتائب اللبنانية، ولائحة «سن الفيل بتجمعنا» برئاسة جوزف شاوول والمدعومة من «التيار الوطني الحرّ» و«القوّات اللبنانية».
لم تشهد الطرق الرئيسة في سن الفيل صباح الأحد زحمة السير المعهودة، فالجميع يعرف أنّ الناس ينتظرون لبعض الوقت لمراقبة مجريات اليوم الانتخابي، قبل أن ينزلوا الى صناديق الإقتراع للإدلاء بصوتهم، وعادةً، ترتفع نسبة الإقتراع بعد القدّاس أو في ساعات العصر.
إستنفرت الماكينات الإنتخابية في سنّ الفيل، فالمعركة شرسة على رغم أنّ الترجيحات تعطي التقدّم للائحة كحالة، وفي سياق عدّة العمل الضرورية، نصبت لائحة «سن الفيل نحو الأفضل» خيمة إنتخابية على مدخل البلدة قرب البلدية، حيث أرشَد الشبان المواطنين الى مراكز الإقتراع ووزعوا اللوائح الإنتخابية. وعندما تقترب منهم يبادرون فوراً بالسؤال: «هل تنتخب هنا؟».
وكانت أخبار «البلدة» تصل تباعاً الى هذا المركز، حيث استنفر المسؤولون فيه عندما سمعوا أنّ هناك شباناً من «حزب الله» حضروا لدعم لائحة شاوول وأنّ إشكالاً وقع قرب مار الياس، فذهب عدد منهم ليتأكد وعاد مطمئنّاً إلى أنّ الأوضاع طبيعية والأمن مستتبّ ولا صحّة لوقوع إشكالات.
على بعد أمتار من مركز لائحة «سن الفيل نحو الأفضل»، نصب «التيار الوطني الحرّ» و«القوات» خيمة انتخابية لدعم لائحة شاوول، تناوب عليها شخص واحد فقط، بحيث شكا بعضهم من الوضع قائلاً: «ليش أنا وحدي».
لبس أنصار لائحة كحالة اللون الأزرق، فيما إرتدى مؤيّدو شاوول «البيستاش»، واللافت أنّ سنّ الفيل التي تُعتبر من البلدات الكبيرة، تضمّ مركزَي إقتراع فقط، الأوّل في الثانوية الرسمية ويُنتخب فيه أبناء حيّ البلدة وحيّ الجديد، والثاني في حرج تابت.
توزَّع المندوبون منذ الصباح الباكر على مداخل مركزَي الإنتخاب وفي غرف الإقتراع، وسط إنتشارٍ أمنيٍّ لافت لعناصر قوى الأمن الداخلي والجيش الذين اتخذوا تدابير مشدّدة خوفاً من وقوع إشكالات ولكي لا ينتقل جوّ التشنّج من الصناديق الى الشارع.
الإقبال على الصناديق كان مقبولاً منذ الصباح الباكر، فزحمة الناس على أبواب المراكز عكست روحية المعركة التي حافظت على سلميّتها، وبدأت النسب بالإرتفاع، فعند الساعة التاسعة سجّلت نسبة المقترعين في أحد أقلام حي البلدة نحو 10 في المئة لترتفع عند الساعة الحادية عشرة الى نحو الـ20 في المئة في أقلام حيّ الجديد وحرش تابت.
وما زاد من الزحمة كان توزّع الأقلام على طبقات المدرسة الرسميّة، إذ خُصّص لكلّ حيّ قسمٌ من المدرسة، فيما سيطر الضياع على المواطنين الذين كانوا يعملون جاهدين لمعرفة في أيّ غرفة ينتخبون، فما كان من المندوبين إلّا أن ساعدوهم في البحث عن أسمائهم.
ولأنّ كلّ صوت مطلوب، لم تمنع صعوبة صعود الدرج من إنتخاب كبار السنّ بحيث ساعدهم بعض الشباب، وحملوهم الى الطابق الثاني أو الثالث، في وقت إنتظر المرشحون خارجاً للإشراف مباشرة على المعركة، وعملت الماكينات على تجييش الناس عبر المواكب السيارة.
وبما أنّ المعركة تحمل طابعاً سياسياً وعائلياً، فقدّ أكّد كحالة لـ»الجمهورية» أنّ «مسار المعركة ديموقراطي وحضاري، ونعمل من أجل الفوز والإنماء، ونجول في البلدة لحضّ الناس على التصويت».
تضمّ سن الفيل عدداً لا بأس به من الناخبين الشيعة المحسوبين في غالبيتهم على «حزب الله»، وفي ظلّ الحديث عن أنهم سيصوّتون للائحة شاوول، أكّد كحالة أنّ «هذا خيارهم وبات معلوماً أنهم سيصوّتون ضدّنا، ونحن نلتزم اللعبة الديموقراطية، فـ»حزب الله» ملتزم الى جانب «التيار الوطني الحرّ»، في حين كان شاوول يؤكد أنه «يترشّح لأنه واثق من الفوز».
منذ ساعات الظهر ارتفعت نسبة الإقتراع في سنّ الفيل، ولم تمنع حدة الحرارة الناس من النزول للتصويت، في حين أنّ البلدة اعتادت هكذا معارك.